المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غسيل القلوب



الرائد7
August 4th, 2008, 01:04
السلام عليكم
كم نحن في حاجة ماسّة إلى تنظيف قلوبنا كتنظيفنا لأقدامنا عند كلِّ وضوء !
فنحن نبالغ في التخليل بين الأصابع ، وذلك حسن ، والأحسن منه أن ننظر إلى أحقادنا وأدوائنا التي تخلَّلت بين خلجات قلوبنا ، وتلك الأوهام كالأورام التي اندسَّت بين طيّات نفوسنا ، فنداويها ، ونبريها مما فيها ..
ولكن ـ ويا للأسف ، ويا طول التلف ! ـ فبقدر خوفنا من علل الأجسام ، بقدر غفلتنا عن علل القلوب وأمراض النفوس ، وتلك الحالقة !
فها أنت ترى الرجل المهيب ، فتبني له في قلبك قصرًا مشمخرّاً في السماء ، فمظهره الصلاح ، وسيماه التُّقى ، وهيأته الاستقامة ، فإذا نطق لسانه ، أعرب بيانه عمَّا في قلبه من أدواء مهلكة ، وأمراض معطبة ، وأحقاد مردية قد سيطرت على فكره ، وغدت تسوس علاقته بغيره ، وتجعله أسيرًا لظنونه ، منقادًا لوساوسه ، كنعجة السوء في كف من يسوسها !
فيسقط من حالق ، ويتردّى من شاهق ، لتعلم أنه كالدمامل المتضخمة ، والدواهي في مكامنها تحوم !
فهو سيء الظن بالناس ، خبيث الطويّة ، فاسد النيّة ، يحسد الناس على ما آتاهم مولاهم من النعم كأنما هي من أطراف بدنه ، ويحقد على القريب منه قبل البعيد عنه ، فهو يتخيّل أن كلَّ تصرُّف ضدَّه ، ويتصوَّر أن كلَّ كلمة تُقال له لهما من المعاني الخفيَّة ما يفوق معانيها الجليّة ، ويعتقد أنه محسود على النعم ، مرصود بكلِّ النِّقم ... فتبّاً له ما أعطبه !!
أليس هذا بحقيق أن يلتفت إلى قلبه المريض فيبادره بالتربية والتزكية والتهذيب والتأديب ؟!
ألا ما أحوجنا إلى غسل قلوبنا السقيمة بأحقادنا القديمة كما نغسل أطباق طعامنا ، فلن ينجو في يوم القيامة إلا أصحاب القلوب السليمة والنفوس المستقيمة ..
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما :" إن أفضلكم ؛ صدوق اللسان ، مخموم القلب " .. و " مخموم القلب ؛ التقيُّ ، النقيُّ ، لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غلَّ ، ولا حسد "
ائتوني بقلب كهذا ، وألقوني في فم الأسد ، فما بعدها سوى :[ ونزعنا ما في صدورهم من غِل إخوانًا على سرر متقابلين ]

عابر سبيل
August 4th, 2008, 01:34
وعليكم السلام

اخي الغالي / الرائـــــــــــ7ـــــــــد

ما اجمل ما طرحت ويليت ان نغسل قلوبنا من الاحقاد

والحسد وكما نهتم بتنظيف اجسادنا ونعتني بها

نعتني بقلوبنا وهو نظر الرب

نسأل الله ان يجير قلوبنا من الحقد والحسد والبغاء والشحناء

تقبل مروري

محمد بن سعد
August 4th, 2008, 16:03
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير الجزاء


.. فها أنت ترى الرجل المهيب ، فتبني له في قلبك قصرًا مشمخرّاً في السماء ، فمظهره الصلاح ، وسيماه التُّقى ، وهيأته الاستقامة..

كلمات من خطب للشيخ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

يا إخواني في الله ،، بالمقابل ،،
تأتي آيات (وبشر .. ) متكرِرة في القرآن ،، وبلغة الأمر !!
والمسلم من سلِم الناس من لسانه ويده ،،
والإسلام دين حب وتعاطف وتآلف ،،
والأعمال بالنيات ،،

أصبح معظمنا مشغول في نفسه وأهله وماله وعمله ،، ،،
أصبحت حتى الهواجيس تراها في وجه الصغير والكبير ،،
أصبح السراب كالواقع والبعيد أقرب مما كان عليه ،،
وأصبحت الغفلة منا على القريب ،، والجفاء !!

أصبحنا ننسى بأن الدنيا ليست دار المقر

القصر ،، بات الهم ،، والهم بات في دنيانا !!

تناسينا بأن الله العلي العظيم قد خلق قصوراً ،، وأنهارأ
خلق جلّ جلاله منازلاً لعباده
خلق لعباده ما لا يتحمل خياله الوصف !!

كثير منا لا يعرف إلا القليل ،، القليل عن الريان،،
فماذا نعرف عن الأبواب الأخرى للجنة
قليل منا لم يعرف عن أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم

أنقل لكم (بعض) ما قيل عن البناء

:65:

انقل لكم عن : الإمام ابن القيم الجوزية يرحمه الله

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولاخطر على قلب بشر. فاقرأوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرةِ أعين} رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.
وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.
وإن سألت: عن ملاطها، فهو المسك الأذفر.
وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.
وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.
وإن سألت: عن أشجارها، فما في هاشجرة إلا وساقها من ذهب.
وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.
وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.
وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه وانهارمن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.
وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.
وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.
وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.
وإن سألت: عن سعة أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.
وإن سألت: عن تصفيف الرياح لأشجارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها.
وإن سألت: عن ظلها، ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائه عام لا يقطعها.
وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.
وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنيه، تجري من تحتها الأنهار.
وإن سألت: عن إرتفاعها، فانظر إلى الكواكب الطاع أو الغاربفي الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.
وإن سألت: عنلباس أهلها، فهو الحرير والذهب.
وإن سألت: عنفرشها، فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب.
وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج، ولا خلال.
وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.
وإن سألت: عن وجوه اهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.
وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منها سماع خطاب رب العالمين.
وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.
وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.
وإن سألت: عن غلمانهم فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون.
وإن سألت: عن عرائسهم وأزواجهم، فهن الكواعب الأتراب، اللآتي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.
وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب.
وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر.
وإن سألت: عن الحَدَق (سواد العين)، فأحسن سواد، في أصفى بياض، وفي أحسن حَوَر.
وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان.
وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان.
وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمع لهنبين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن أفراح النفوس، وقرة النواظر.
وإن سألت: عن حسن العشره، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي يمتزج بالزوج أي امتزاج.
وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيره، والقمر ليلة البدر
يقول – رحمه الله - عن تواتر النقل موجود في الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي سعيد ، و؛ فاستمع يوم ينادي المنادي:
يا أهل الجنة
إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحي على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة، وينهضون إلى الزياره مبادرين فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداً، وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر منذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم - وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ - على كثبان المسك، مايرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:
يا أهل الجنة
سلام عليكم.. فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. فيتجلى لهم الرب - تبارك وتعالى - يضحك إليهم، ويقول:
يا أهل الجنة
فيكون أول ما يسمعون منه تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة: أن قدرضينا، فارض عنا، فيقول:
يا أهل الجنة
إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فاسألوني فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليه.
فيكشف الرب – جل جلاله - الحجب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله - سبحانه وتعالى - قضى أن لا يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه - تعالى - محاضرة، حتىأنه يقول: يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.
فيا لذة الاستماع بتلك المحاضرة. ويا قرة عيون الابرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدارالآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة (وجوهٌ يومئذٍ ناضرة، إلى ربها ناظرة، ووجوهٌ يومئذٍ باسرة، تظن أن يفعل بهافاقرة} القيامه 22 - 25

فحي على جنات عدنٍ فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترىنعود إلى أوطاننا ونسلم المشتاقون لدخول الجنة - الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

نهاية النقل

أخيرا،، أرجو السموحة في الإطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرائد7
August 5th, 2008, 00:25
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي عابر سبيل
وبارك الله فيك على المرور..


وبارك الله فيك أخي الفاضل د/ محمد
وشكر الله لك هذه الإضافية القيمة