المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إستعداد أمريكي لمضاعفات التصويت ضد الدولة الفلسطينية



محمد بن سعد
September 13th, 2011, 23:02
سيتابع الأمريكيون والأوروبيون سعيهم خلال الأيام العشرة المقبلة ويحاولون إبعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة، وكلما اقترب الموعد تكثّفت الجهود والضغوط وضاع أمل الأمريكيين بتحاشي ساعة الحقيقة.

وأكد مسؤولون لـ"العربية.نت" أن الموفد الأمريكي بالوكالة دايفيد هيل ومستشار الرئيس الامريكي دنيس روس لم يقدّما للرئيس الفلسطيني أفكاراً جديدة، وأن الأمريكيين يتوزّعون المهمة مع ممثل الرباعية الدولية توني بلير الذي لم يقدّم حتى الآن صيغة بديلة عن الذهاب الى الامم المتحدة او أقلّه لم يقدّم صيغة ترضي الفلسطينيين.
674
أما الفلسطينيون فمصرّون على أنهم سيقبلون تغيير مسارهم فقط لو قدّم الأمريكيون والإسرائيليون صيغة للمفاوضات معروفة النتائج سلفاً ولها برنامج زمني محدد، ويشدد الفلسطينيون على أن تترافق هذه المفاوضات مع تجميد للاستيطان.

ولم يقل الأمريكيون أكثر من أنهم طرحوا مفاوضات تقوم على اساس خطاب الرئيس الأمريكي أوباما الربيع الماضي، وقد أشار خلاله الى ضرورة التفاوض على أساس حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي.

تفادي التداعيات
ويريد الأمريكيون الآن تفادي تداعيات التصويت في الأمم المتحدة، فقد أعلنت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة ستستعمل الفيتو ضد مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعرف إدارة أوباما أن ردود الفعل الشعبية على هذا التصويت الامريكي ستكون سلبية.

لكن ما يشغل الإدارة أكثر هو كيفية تحاشي انهيار المنظومة الامنية الفلسطينية وقد ساهمت الى حدّ كبير في حفظ الا أن في الضفة الغربية وعلى حدود الدولة الاسرائيلية.

وقد أكد مسؤولون في واشنطن لـ"العربية.نت" أن دايفيد هيل ودنيس روس حذّروا الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس من أن الكونغرس الامريكي سيقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، لكن هؤلاء المسؤولين أكدوا ان لهجة المبعوثين الامريكيين كانت معتدلة ولم يستعملوا أساليب التهديد مع الرئيس عباس او مع مسؤولين فلسطينيين اجتمعوا بهم في واشنطن.

وأوضح هؤلاء المسؤولون أن الادارة ستعمل على إبقاء الدعم للفلسطينيين بما يحفظ السلم، لكن المشكلة ستقع لا محالة لو قطع الكونغرس الامريكي الميزانية عن السلطة الفلسطينية.

ويشير مسؤولون آخرون الى أن وقف التعاون الامني بين الأمريكيين والفلسطينيين والاسرائيليين سيكون مشكلة أخرى يجب تفاديها، فالأمريكيون يقومون ميدانياً بدور إيجابي ووسيط مع الاسرائيليين، وغياب هذا الوسيط سيعقّد الأمور على الفلسطينيين والاسرائيليين لو وقعت اعتداءات او هجمات في الضفة الغربية.

أما تلويح أعضاء في الكونغرس الأمريكي بطلب الاعتراف الأمريكي بضم اسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية، فسيضع الادارة ايضاً في موقف حرج لانها مازالت تحافظ على موقفها المبدئي بعدم مشروعية الاستيطان.

كل طرف أسير موقفه
وبات من الواضح أن الوقت الضيّق لن يسمح بتسوية. فقد أصبح من الصعب على الفلسطينيين القبول بأي تسوية بعدما أصبح الذهاب الى الأمم المتحدة مسألة أيام معدودة، كما أن الاتفاق غير المعلن بين الرئيس الفلسطيني وحركة حماس يرعى التوجّه الى الأمم المتحدة وأصبح الحفاظ على الوحدة الداخلية أكثر أهمية من رضا الولايات المتحدة أو الأوروبيين أو الاسرائيليين.

أما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فأصبح أكثر تردداً من أي وقت مضى للدخول في تسوية كبيرة مع الفلسطينيين، فالزعيم اليميني الاسرائيلي بدأ يتخوّف أكثر منذ الربيع الماضي من التحولات في المنطقة العربية ويعتبر أن الوقت ليس ملائماً للمفاوضات والتسويات والتنازلات بل وقت الانتظار.

أما الرئيس الأمريكي أوباما وإدارته ففي وضع لا يسمح لهم بالكثير من الحركة او المناورة، فقد خسر منذ الربيع الماضي مبعوثه جورج متشيل، وطرح في خطابه الربيع الماضي التفاوض على اساس أراضي عام 1967، لكنه لم يتمكن من إعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي إلى الطاولة، وأخيراً بات مضطراً للاهتمام بالأزمة الاقتصادية في بلاده ويريد تفادي خسارة الرئاسة في الانتخابات المقبلة.

أخيراً، يبدو أن اكثر ما يعيق التوصل الى تسوية هو ان كل طرف يعتبر موقفه أكثر نفعاً له من أي تسوية ويقول: ليكن ما يكون!

المصدر : واشنطن - بيير غانم