المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يحمي حقوق العلماء



سويد أسمر
April 16th, 2008, 19:24
بسم الله الرحمن الرحيم

د. عبد الرحيم بن صمايل السلمي


العلماء في أي مجتمع يُقدّر المعرفة ويهتم بالعلم هم قادة الرأي وأولو الأمر وهذا ما قررته الشريعة ورسخه الإسلام وجعله قيمة فكرية واجتماعية في الأمة المسلمة, فهم المبلغون عن الله تعالى, وحماة الإسلام من صولة المبدلين والمحرفين, وقد رفعهم الله تعالى على بقية الناس لحملهم هذه الرسالة العظيمة يقول تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: من الآية11)، ويقول-أيضا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" (النساء: من الآية59), إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الواضحة البينة.

وأي مجتمع يعتدي على علمائه بأي شكل من أشكال الاعتداء فهو يدل على المخاطر والمخاوف المحدقة به من تسوّد الجهال، وضعاف الرأي، وضياع العلوم والمعارف واحتقارها، وازدراء الفكر والثقافة والوعي مما يهدد ذلك المجتمع في وجوده وبقائه واستمراره.

وإذا كان من الضروري المحافظة على "حقوق الإنسان" فإن حفظ حقوق العلماء يقف على أولوياتها لأنهم يجمعون بين وصف "الإنسان" كصفة مشتركة, و"العلم" كصفة مميزة لهم دون غيرهم.

ولا يخفى على المتابع للشأن الإعلامي المحلي الجرأة المتنامية على أهل العلم والإفتاء والقضاء بصورة تدعو للاشمئزاز, وهذه الحملات الإعلامية المتكررة تدل على تزعم فئة فكرية لا يرضيها ما وصلنا إليه من العلم والمعرفة والثقافة (الإسلامية), وتعمل جاهدة على أن يكون البديل هو ثقافة من نوع معين (الفن والغناء والرسم التشكيلي والثقافة الغربية).

وهذه الفئة أٌطلقت يدها بالهجوم على العلماء وباسم الحرية لكنها حرية لطرف إيديولوجي صراعي لا يعجبه الاستقرار والسلم الاجتماعي.

وهذه الحالة الاجتماعية والفكرية الغريبة في بلادنا هي التي صنعت الفوضى والإرباك والخوف الاجتماعي من طرح أي مشروع تنموي في شكله الظاهر إذا وقف هؤلاء وراءه.

فالابتعاث وتوسيع عمل المرأة, والتنمية الاقتصادية, وتطوير القضاء, وحرية الصحافة والإعلام, وتغيير المناهج، والانفتاح الثقافي ونحو ذلك لو طرحت في مجتمع آمن غير مختطف لاعتبرت مشاريع تنموية رائدة, لكنها إذا طرحت في مجتمع بطريقة موجهة فإن من حق المجتمع رفضها والاعتراض عليها وتعديل مسارها, وبعض الطيبين من المثقفين لا يدركون هذه المخاطر ويدعمون هذه المشاريع دون تحفظ لأنهم ينظرون لها بمثالية وينسون أنها ستوجه بطريقة فكرية سيئة.

إن المطالبة بالحفاظ على "حقوق العلماء" لا تعني كهنوتاً أو طبقية بقدر ما هي بيان لحق جزء سيادي في المجتمع, فالمجتمع متفاوت في قدراته وقواه المتحركة, ولا يمكن أن نقول بالمساواة المطلقة بين العالم والجاهل, والذكي والغبي, والقائد وغيره.

ويتعاظم الخطب إذا تجرأ "البعض" على العلماء في قضية ضرورية يتفق عليها الكافة باعتبارها أصلاً راسخاً من أصول الدين, مع ضعف علمه وفقهه واغترابه عن ثقافة الأمة وهويتها.

إن ما يدور في الصحافة والإعلام الفضائي من انتهاكات متكررة لـ"حقوق العلماء" يدل على ضرورة قيام مؤسسة مستقلة للحماية من هذه الاعتداءات ومقاضاة من يقوم بها, ورعاية حقوق هؤلاء القادة .

وإذا كانت "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" مشغولة بدور الحماية النسائية فإن "حقوق العلماء" يجب أن تكون من مهام السلطات العليا لأنها قضية سيادية في هذه البلاد, وأنا أقول هذا ليس استجداء لأحد، أو استعداء على آخر لكنها الحقيقة التي من الواجب إظهارها وبيانها.

ومع كثرة الشعارات البراقة التي يرددها "البعض" حول احترام العلماء وتقديرهم, وكثرة استعمال الإعلام لعبارة "حقوق الإنسان" إلا أن الأمور لا تبشر بخير, وتدل على أن هذه الخطابات للاستهلاك ليس إلاّ.

و"حقوق العلماء" على الأمة كثيرة فالاحترام والتقدير والصدور عن رأيهم والانتفاع بعلومهم, والرجوع إليهم في الملمات وبناء المؤسسات المعنية بمساعدتهم في القيام بدورهم من أبسط الحقوق التي لهم على الدولة والمجتمع.
وبكل أسف فإن هذه الجرأة على العلماء أصبحت ظاهرة وبالذات على "علماء أهل السنة والجماعة"، وتصويرهم على أنهم شخصيات عادية أو أقل من عادية, هذا إن لم تكن الجرأة بالاحتقار والنقد البذيء كالاتهام بالتكفير ودعم التطرف والإرهاب والسطحية والسذاجة في التفكير وإرجاع الناس إلى القرون الوسطى (المظلمة أوروبياً) ونحو ذلك.

ولعل هذه الحالة البائسة تدعونا إلى الاهتمام بـ"حقوق العلماء" في مناهج التعليم، الدروس العلمية، والخطب، والصحافة، والإعلام الفضائي، وتربية أبنائنا عليه, وإحياء فقه السلف الصالح في هذا الجانب من نسيجنا الاجتماعي الإسلامي.

الرائد7
April 16th, 2008, 21:37
السلام عليكم

وأي مجتمع يعتدي على علمائه بأي شكل من أشكال الاعتداء فهو يدل على المخاطر والمخاوف المحدقة به من تسوّد الجهال، وضعاف الرأي، وضياع العلوم والمعارف واحتقارها، وازدراء الفكر والثقافة والوعي مما يهدد ذلك المجتمع في وجوده وبقائه واستمراره.


وهذه الفئة أٌطلقت يدها بالهجوم على العلماء وباسم الحرية لكنها حرية لطرف إيديولوجي صراعي لا يعجبه الاستقرار والسلم الاجتماعي.

وهذه الحالة الاجتماعية والفكرية الغريبة في بلادنا هي التي صنعت الفوضى والإرباك والخوف الاجتماعي من طرح أي مشروع تنموي في شكله الظاهر إذا وقف هؤلاء وراءه.

أسأل الله تعالى أن ينفع بالشيخ عبد الرحيم.. ويبارك له فيما آتاه..
العلماء هم ورثة الأنبياء وهم يحملون أعظم مايمكن أن يحمله أحد.. ألا وهو البلاغ عن رب العالمين في حكمه جل وعلا.. فاللهم احفظ علينا علمائنا ودعاتنا وثبتهم يارب العالمين

الجنرال
April 20th, 2008, 22:25
أخي الغالي / سويد أسمر .................. وفقه الله.



لاشك أن العلماء هم ورثة الأنبياء وهم نبراس هذه الأمة
وأنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم ، والإنقياد لهم ،طاعة الله ، ورغبة فيما عنده ..


وأي مجتمع يعتدي على علمائه بأي شكل من أشكال الاعتداء فهو يدل على المخاطر والمخاوف المحدقة به من تسوّد الجهال، وضعاف الرأي، وضياع العلوم والمعارف واحتقارها، وازدراء الفكر والثقافة والوعي مما يهدد ذلك المجتمع في وجوده وبقائه واستمراره.

للأسف الشديد أن هناك زمره من الكتـّـاب يتطاولون على العلماء من باب حرية الرأي !!
ويتجادلون مع أهل العلم في العلوم الشريعة .. وهم يجهلون الصواب في بعض المسائل العقدية والغرض من ذلك هو إضعاف هيبة ومكانة العلماء ! ! ولو كلفهم هذا للتلفيق المصطنع والأقاويل المدبره ..


شكراًَ لك ..

مساعد ابو ابراهيم
April 21st, 2008, 01:23
تحية وتقدير واعزاز لأستاذنا / سويد أسمر ..
نعم سيدي .. هناك كما ذكرت كتلة من مفكري العصر الذين ارتدوا زي الدفاع عن حقوق الإنسان
وهم مع الأسف الشديد من ابناء جلدتنا المنتكسون دينيآ والعياذ بالله سخروا أقلامهم وعقولهم لمهاجمة علمائنا وورثة الأنبياء وهم عن الحق أبعد !!!
ولمثل هؤلاء اقول : أيها العابثون بمسميات الحقوق اعلموا انه كلما ضعف التدين كلما حدث الخلل في أداء هذه الحقوق ، لكن لا تزال طائفة إلى يوم القيامة تتمسك بدينها ، وتطبق شريعة ربها ، وهؤلاء هم أولى الناس بحماية حقوق الإنسان من امثالكم وإيصال الحقوق إليهم .
ايها المنتكسون دينيآ كفاكم خواء يا دعاة الحقوق الأرعن واعلموا رغم ضعف التدين عند كثير من المسلمين اليوم إلا أن العلماء والمشائخ تبقى لهم مكانتهم ومنزلتهم ، مع التسليم بوجود التقصير أو الظلم أو التهاون في حقوق الإنسان عند امثالكم قبحكم الله، الاسلام ايها الناعقون العابثون بمسميات الحرية دين الكمال و هو الدين الوسط حيث انه صالح لكل زمان و مكان ، وهو الدين الذي حفظ حقوق الإنسان كاملة دون نقص.
ولا يعني تقصير كثير من وسائل الإعلام في رد الإعتبار لهؤلاء العلماء يعني ذلك خلل في علمائنا بل هو خلل في عقولكم التي ضاقت عن احتواء هذه التعاليم السامية . والله إنه حق ساخر ومزري ، كفاكم خواء يا دعاة الحقوق ، انها ليست حقوق بل هي شقوق في عقولكم المهتزة !! .
هذا مالدي على عجالة .. اسأل الله ان ينفع بك الإسلام والمسلمين ويجعلك ذخرا لدرة المجالس العربية السعودية .
حفظك الله .

الساحل الغربي
April 21st, 2008, 04:53
أخي الكريم / سويد أسمر .................. وفقه الله.

لاشك أن العلماء هم ورثة الأنبياء وحسبي الله ونعم الوكيل

وشكراً رعاك الله

سويد أسمر
April 21st, 2008, 14:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية لساحلنا الغربي جار البيت العتيق

وشاكر لك أخى المرور والتعليق على الموضوع

ننتظر جديدك في المجالس أنشاء الله.

عابر سبيل
April 21st, 2008, 19:55
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي على هذا النقل الجميل والمفيد
ولكن هناك سؤال من سمح لهولاء بالتطاول على علماءنا
يجعل هناك الف علامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟]

سويد أسمر
April 21st, 2008, 21:41
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي على هذا النقل الجميل والمفيد
ولكن هناك سؤال من سمح لهولاء بالتطاول على علماءنا
يجعل هناك الف علامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟]

دعاة الرأى والرأى الأخر !

فمن غيرهم تجده يتطاول على الدين واهله.

جعل الله عبورك بيننا مستمر ولو أنك بالنسبة لنا من اهل الدار.