المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن والثورات العربية



محمد بن سعد
July 8th, 2011, 10:12
القرآن والثورات العربية


http://www.aawsat.com/2011/07/05/images/religion1.629699.jpg
د. عائض القرني

لا يشفي غليلي ولا يروي عليلي في باب البيان والتأثير إلا الجملة القرآنية الآسرة الجزلة المشرقة وقد عرفت سر انهزام العرب العرباء الفصحاء أمام إعجاز القرآن ونصاعة بيانه وبراعة فصاحته حتى استسلموا وأذعنوا جميعا، والدمغة القرآنية لها صفة خاصة من حيث الجرس والوقع والتأثير حتى قال تعالى: «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ». وقد أشارت بعض الصحف المحلية إلى ظاهرة الاستشهاد بالآيات القرآنية في الثورات العربية عبر الفضائيات، لكنها مرت على هذا الخبر مرورا عابرا.

وكنت أتابع الاستشهاد القرآني في الفضائيات فيملأ قلبـي يقينا ويعمر نفسي إبداعا وجمالا ويسافر خيالي مع هذا الحسن الذي يأخذ بالألباب، كان المذيع يعلق على مشهد خروج الرئيس المصري بطائرته من القصر فيقول: «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً» وينتهي نهاية الرئيس التونسي ثم يقول: «أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ» ويتصل دبلوماسي ليبـي منشق عن نظام القذافي ويقول للقذافي مستشهدا بالآية: «وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ»، ويأتي تقرير بصوت مذيع فخم العبارة مشرق الديباجة عن النظام السوري فيتحدث عن منذر الأسد ويقول مشيرا إلى آية سورة يوسف: «إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ»، ويتعرض الرئيس اليمني لمحاولة اغتيال وينجو بصعوبة فيقول المذيع: «فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ».

وعلى ذكر اليمن فإنني أحفظ استشهادات قرآنية من اليمن في هذا الباب، منها: أن أحد الطلاب في جامعة يمنية قال لأستاذه: ما بالنا يا أستاذ ونحن في جزيرة العرب جيران مع السعودية وحالهم الاقتصادي كما ترى وحالنا كما ترى. فقال الأستاذ: لأن صاحبهم، يقصد إبراهيم، عليه السلام، قال في أرضهم: «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»، وصاحبنا في سبأ قال: «رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ»، وفي كتب الأدب أن رجلا من قريش قال ليمني: ما فعلت عجوزكم التي حكمتكم؟ يقصد بلقيس. قال: عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وعجوزكم حمالة الحطب دخلت النار مع أبي لهب. وكان في اليمن أحد الأعيان الوجهاء مشهور بأكل الربا والكذب، فدعا بعض الناس لمأدبته وفيهم شاعر، ثم جلس في رأس المأدبة يحدثهم بخرافات وأباطيل ثم التفت إلى الشاعر فقال: كيف حالكم يا فلان؟ فقال: حالنا كما قال الله تعالى: «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ». وسمع داعية كان يسكن أوروبا أن نظام حافظ الأسد بدأ بحوار مع العلماء والدعاة فاغتر ورجع إلى سوريا، فلما وصل المطار وجد الاستجواب فعاد بعدها بحيلة إلى أوروبا فسأله زملاؤه: كيف وجدت سوريا؟ قال: وجدتها «مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا».

وكان الرئيس التونسي بن علي يمنع المحاضرات والدروس والندوات الإسلامية، فلما جاء البث المباشر التلفزيوني أخذت الشاشة تصب في غرفة نومه محاضرات ودروس العلماء والدعاة، فقال أحد مفكري تونس: «فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ». وقد سافرت في رحلة ممتعة مع الراغب الأصبهاني والجرجاني والزمخشري والجاحظ والشعراوي والطنطاوي، وهم يضعون إصبعي على إبداعات وجواهر وأسرار القرآن فأصبحت أي مقولة أو قصيدة لا يهش لها قلبي ولا تجنح معها نفسي بقدر ما تمتلئ روحي من بلاغة القرآن وعظمته وأسره، وقد حلق الرافعي في كتابه «تحت راية القرآن» حول سر خلود وروعة وإبداع القرآن بفيض من البراعة الأدبية التي لا يستطيعها غيره.

محمد بن سعد
July 8th, 2011, 10:57
وبالمناسبة ،،،

إمام القصر الرئاسي اليمني لـ«الشرق الأوسط»:
الحادثة وقعت أثناء قراءتي «وينصرك الله نصرا عزيزا»

علي المطري: الرئيس صالح في وضع جيد ويقوم بإجراء بعض التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي

جدة: علي شراية - الشرق الأوسط

كشف الشيخ علي محسن المطري إمام جامع النهدين الذي تعرض فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لمحاولة اغتيال، لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل حادث الهجوم على القصر الرئاسي في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، بقوله: «في الأول من رجب وفي الجمعة وبعد الانتهاء من الخطبة وفي الركعة الأولى من الصلاة وبعد تلاوتي لسورة الفاتحة بدأت أتلو ما تيسر من سورة الفتح، وعند قوله تعالى: (وينصرك الله نصرا عزيزا) وقع الحادث، حيث لم أشعر بأي شيء إلا في اليوم الثاني للحادث في أحد المستشفيات، وقد تعرضت لكسر في ساقي وبعض الحروق في أجزاء متفرقة من جسمي».

وعن صحة الرئيس اليمني قال المطري، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» من داخل المستشفى، إن الرئيس اليمني في وضع جيد ويقوم بإجراء بعض التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي، كما يقوم بزيارة المصابين والاطمئنان عليهم من وقت لآخر.

وأشار المطري إلى أنه أصيب بحروق في أجزاء متفرقة من جسمه وهو يتماثل للشفاء. وقال إنه ساعة وقوع الحادثة كان الرئيس اليمني صالح يصلي في الصف الأول وإلى جواره كل من رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ومعظم رجال النظام، وإن الوضع كان يسير بشكل طبيعي كما هي العادة.

ومن جانبه قال عمر عبد العزيز عبد الغني، ابن رئيس مجلس الشورى والذي يرقد معه في ذات المستشفى في الرياض، لـ«الشرق الأوسط» إن والده تماثل للشفاء ويعاني من بعض الحروق في أجزاء متفرقة من جسمه، وقد أثر كبر سنه على حركته.

كما أكد سميح علي مجور ابن رئيس الوزراء لـ«الشرق الأوسط» أن والده بصحة جيدة ويعاني من حروق وقد تماثل للشفاء.

وكشفت على الجانب الآخر مصادر مطلعة من داخل المستشفى أن يحيى الراعي رئيس مجلس النواب أصيب إضافة إلى الحروق بكسر في قدمه وأجرى عملية جراحية لكسر في رجله اليمنى وبدأ السير على عربة، وكذا رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية الذي يعاني من كسر في ساقه أيضا.