المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسكان - الأسر الشابة



محمد بن سعد
June 25th, 2010, 01:09
بسم الله الرحمن الرحيم

أعجبتني مقالة كتبها د. علي بن سالم باهمام،، أستاذ العمارة والإسكان،، في صحيفة الإقتصادية الإلكترونية في العاشر من هذا الشهر،، ورؤيته بالمقارنة بين جيل جديد من الأسر الشابة المكوَّنة حديثاً،، تشكل غالبية عظمى،، يقارن نظرتهم بالتي يفكر بها الآباء والأجداد،، ورغبة الحصول على مساكن مشابهة لمساكنهم أم لا،، وإختلاف المتطلبات السكنية واحتياجاتهم.

ومن السلبيات التي يقابلها الجيل الجديد هي في استمرار المستثمرين بتطوير نفس تمط مساكن ما قبل ثلاثين عام في مشاريعهم الإسكانية الجديدة بكل مساوئها وهدرها في العناصر والمكونات.

يقول : إننا لا نزال نصمّم ونبني مساكن مشابهة لما تعوّدنا عليه خلال العقود الماضية، متجاهلين كثيرا من الظروف والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية المحيطة بالشباب في الوقت الراهن؛ فمكونات المسكن لم تتغير، وطريقة توزيعها ونسب مساحاتها إلى بعضها مستمرة على المنوال نفسه.

تنتقد المقالة نسبة الفراغات المخصصة للضيوف أولا،، مثل المجالس، والمقلط، والمداخل والمغاسل ودورات مياه،، يقول: تشكل ما يقارب نصف مساحة المسكن،، فعلا،، لا نستخدمها ولا حتى 10 % في العام،، ومع هذا نجدها ضمن المساكن الجديدة،، ونجد إهمالاً للجلسات الخارجية والتشجير،، واهمال لمواقف السيارات بالوحدة السكنية. وهذه ربما هي أهم للأسر الشابة مما إهتمت به أسلافهم.

يقول الدكتورعلي : إن نمط معيشة الشباب، ونظرتهم إلى الحياة، وأسلوب التعامل معها؛ مقومات أساسية يتعين على المعنيين بتوفير المساكن من (مهندسين معماريين، ومكاتب استشارية، وشراكات تطوير إسكاني) تحديدها، والتعرُّف إليها، واستيعابها بشكل تفصيلي وشامل من جميع جوانبها النفسية والاجتماعية والوظيفية والاقتصادية؛ ليتمكنوا - بعد ذلك - من تقديم منتجات إسكانية تناسب طريقة معيشة الأسر الشابة المكوَّنة حديثاً وتتوافق مع أهوائهم وميولهم ورغباتهم.

صحيح أن التعرُّف إلى متطلبات الأسر الشابة لن يتم إلا بإجراء دراسة للتعرُّف على أساليب حياتهم وأولوياتهم مقارنة بمفاهيمهم الاجتماعية،، من خلال الاعتماد على باحثين وطلاب دراسات عليا بجامعاتنا السعودية ودعمهم لإجراء مثل هذه الدراسات لما لها من مردود على الأسر الشابة الباحثة عن المساكن الملائمة في سوق الإسكان.

بغض النظر كون الدراسة سيكون لها مردوداً إيجابياً على الاقتصاد الوطني؛ أو اسهامها في توفير مساكن ذات تكلفة أقل،، إلا أن هناك شيء لم استطيع استيعابة،، أعرف تمام المعرفة بأن معظم الأسر الشابة تمتلك سيارات نصف عمر أو بالتقصيد،، حتى إجار مساكنهم يصعب عليهم سداده بين الحين والآخر،، فكيف للمستثمر أن يخاطر بمشاريع كهذه المقترحة إلا لعيال النعمة،، وهؤلاء أنا لست منهم،، بل وعددنا كبير،، حتى منهم في سني،، وعلى وشك التقاعد،، هم كثير.

أرجوا أن لا تُسيؤا فهمي،، وإني أتمنى نجاح مثل هذه المشاريع،، وانتشارها،، ولكن سيكون لها ثمن بعيد على الأسر الشابة الكادحة.

ودمتم بخير وسلام :27: