المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شراكة مؤسساتنا الأمنية والإعلامية يعزز قيمنا المجتمعية وأخلاقية



محمد بن سعد
June 4th, 2011, 15:29
الاجتماع السادس لمديري فروع «الأمر بالمعروف» ينطلق اليوم
في عسير برعاية أمير المنطقة .. رئيس المجلس الأعلى للقضاء:
الشراكة بين المؤسسات الأمنية والإعلامية
تعزز دور القيم والأخلاق في بناء المجتمع


http://www.aleqt.com/a/545367_165317.jpg

«الاقتصادية» من الرياض

أكد الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أهمية تعزيز القيم والأخلاق في بناء المجتمع وأهمية شراكة مؤسسات المجتمع الأمنية والإعلامية، والتربوية في تعزيز القيم والأخلاق ودورها التكاملي والمهم في المجتمع وتكوينه. وقال الشيخ بن حميد في كلمته بمناسبة انعقاد الاجتماع السادس لمديري الفروع والإدارات العامة في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اليوم في عسير برعاية الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير المنطقة، تحت عنوان ''تعزيز القيم والأخلاق إستراتيجية مجتمعية'': إن من يتأمل في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجدها مليئة بما يؤكد أن هذا الدين العظيم قد جاء ليهذب طباع البشر ويرتقي بسلوكهم، كما أن المتأمل في أركان الإسلام وتشريعاته وأحكامه وأوامره ونواهيه يجدها تدعو إلى تقويم الأخلاق وتهذيب السلوك''.

وأبان الشيخ بن حميد: إن ثمة تلازما بين السلوك والاعتقاد والإيمان والأخلاق، فالسلوك الظاهر مرتبط بالاعتقاد الباطن، ولو حصل نقص وخلل وانحراف في الظاهر فهو لخلل في الباطن، يقرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:

''إذا نقصت الأعمال الظاهرة والباطنة كان ذلك لنقص في القلب والإيمان''

ويقول: ''فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلب ولازمه''

ويقول الشاطبي: ''الأعمال الظاهرة في الشرع دليل على ما في الباطن، فإن كان الظاهر منحرفا حكم الباطن بذلك، أو مستقيما حكم الباطن بذلك أيضا''

قال رئيس المجلس الأعلى للقضاء: إن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أدرك أهمية تهذيب الأخلاق والسلوك وتقويمها في استقرار المجتمع الإسلامي فكوّن مجتمعا متآخيا مهذبا في سلوكه وتعاملاته وسائر أموره، لقد تحوّل رعاة الغنم إلى سادة وقادة، انتقلوا من ظلمات الكفر والجهل، إلى نور الإسلام والعلم، كان الرجل من الصحابة يقف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخبره بأمور الإسلام وخصال الإيمان وما يجب عليه فينقلب ذلك الإنسان ويتغير تغيرا جذريا في سلوكه وأخلاقه وشخصيته وتصرفاته.

وأضاف بن حميد أن هذا المجتمع المتراحم المتلاحم تكون بتربيته - صلى الله عليه وسلم - وتهذيبه له بالقرآن ونهج الإسلام، وأخلاقه، آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الموحدين في مكة على اختلاف ألوانهم وألسنتهم فاجتمع حمزة القرشي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي، وآخى في المدينة بين الأوس والخزرج بعد حروب طاحنة ودامية فكان مجتمع الإسلام في قوته وتوهجه تحت مظلة قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).

وعن الاجتماعات الدورية التي تنظمها الرئاسة قال الشيخ بن حميد: إن من الملتقيات المباركة التي يرجى أن تحقق دورها في بيان أهمية موضوع القيم والأخلاق وتبادل الآراء والأفكار بشأن هذا الموضوع وتنمية مهارات وقدرات المعنيين بالاجتماع.

من جهته، أشار الشيخ عبد العزيز الحميّن، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى أن رؤية الرئاسة في تنظيم الاجتماع السادس (تعزيز القيم والأخلاق إستراتيجية مجتمعية) هي الارتقاء بمستوى الأداء، وتنمية مهارات وقدرات المعنيين بالاجتماع، من خلال أوراق وورش عمل واستضافات علمية لمتخصصين في موضوع كل اجتماع. وأضاف الحمين: إن الاجتماع يهدف إلى تعزيز وإثراء المعرفة في مجال القيم والأخلاق؛ كونه ركنا أساسيا من أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويتفرع عن هذا الهدف الرئيس أهداف فرعية، منها :

- الإسهام في تعزيز القيم والأخلاق
- بيان مفهومها ومنطلقات تعزيزها
- استشراف مستقبل القيم والأخلاق
- بيان التحديات التي تواجه المجتمع في ذلك

هذا إلا جانب تقديم أوراق علمية تبرز وتوثق جهود الرئاسة وبرامجها في مجال تعزيز القيم والأخلاق وتحدد الصعوبات التي تواجهها.

ومن أهداف الاجتماع كذلك اقتراح أفكار ومشاريع وبرامج لتعزيز القيم والأخلاق من خلال الأوراق العلمية المقدمة أو الورش العلمية المصاحبة، وإبراز جهود مؤسسات المجتمع المختلفة في تعزيز القيم والأخلاق.

إضافة إلى اقتراح آليات لرسم شراكة مجتمعية فاعلة في تعزيز القيم. ولفت الشيخ الحمين إلى أن محاور الاجتماع تتركز حول ثلاثة نقاط، هي: المحور الأول القيم والأخلاق الواقع والتحديات، والثاني تعزيز القيم والأخلاق في مجالات عمل الرئاسة ''الجهود، البرامج، والصعوبات''. وأخيرا الشراكة المجتمعية وأثرها في تفعيل إستراتيجية تعزيز القيم والأخلاق ''الأهمية والمنطلقات، الجهات والآليات''.

بدوره تناول الدكتور إبراهيم الهويمل، وكيل الرئيس العام للشؤون الميدانية والتوجيه، مدار العمل الميداني، وأنه يقوم على الأمر بما أمر الله به من العدل والإحسان، كما يقوم على النهي عما نهى الله عنه من الفحشاء والمنكر والبغي، مضيفا: ''إنه لا ريب أن القيم والأخلاق تتصل بجميع أعمال الهيئة الميدانية، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما بُعث ليتمم صالح الأخلاق؛ ولذا جاء عقد هذا الاجتماع في غاية الأهمية من حيث الوقت، ومن حيث الجهة المنظمة''.

وفي السياق نفسه، قال الدكتور محمد العيدي، مدير عام الإدارة العامة للتوعية والتوجيه في الرئاسة: إن الإدارة العامة للتوعية والتوجيه رسمت برنامجا لتعزيز الأخلاق والقيم والمحافظة عليها ضمن خطتها السنوية ويشمل التعزيز ومعالجة الظواهر السيئة الدخيلة على المجتمع التي تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وعادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ وتفعيل ذلك عبر المؤسسات التعليمية كالجامعات ومدارس التعليم العام وعبر برامج موجهة لعامة المجتمع وعقد لقاءات خاصة بالمفكرين والمثقفين وأصحاب القرار واستثمار الوسائل الحديثة التي تواكب العصر وتحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة.

وأوضح الدكتور عبد الله الشثري، مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض، أن الإنسان هو أساس كل شيء مما يوجب علينا أن نعطيه جل اهتمامنا وعنايتنا منذ نشأته الأولى في البيت بتربيته التربية الصالحة وبتلقينه القيم والمثل والأخلاق الكريمة، وحب العمل والتفاني فيه، وحب الغير، والإيثار على نفسه وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والتي ستشكل بالنهاية مجموعة من القيم والمثل الأخلاقية الحميدة التي ستنعكس إيجابا على سلوكياته وتصرفاته في المجتمع انطلاقا من بيته وانتهاء بالمجتمع.

وأبان الدكتور الشثري أن هذا الملتقى جاء لتوطيد العلاقة بين جهاز الهيئة والمجتمع وحرصا على إيصال الرسالة التوعوية التي تقوم بها الهيئة في خدمة المواطن والمقيم، ومثل هذه الملتقيات تجتمع فيها الجوانب العلمية والخبرة الإدارية لتساهم في النهوض بعمل رجال الحسبة من خلال تبادل الرؤى وتلاقي الأفكار ومعرفة الجوانب الإيجابية وتطويرها والجوانب السلبية لتلافيها، معتبرا أن المتخصصين الذين سيشاركون في برامج الملتقى المبارك سيكون لهم الأثر الإيجابي الطيب على منسوبي الهيئة للخروج بنتائج ملموسة وطيبة تنهض بتطوير وأداء مرافق الهيئة وتسهم في توضيح دورها في حماية المجتمع من الفتن والشهوات، وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال من الزاوية الشرعية في تنمية مستوى الوعي الشرعي والاجتماعي والتربوي بين أفراد المجتمع السعودي مما يحقق له الخيرية المنشودة.

من جانبه، أوضح الشيخ عامر العامر، مدير عام فرع الرئاسة العامة في منطقة عسير، أن الرئاسة تنطلق في تعزيز القيم والأخلاق من نظامها الصادر بالمرسوم الملكي ولائحتها التنفيذية، حيث نصت المادتان التاسعة والعاشرة من هذا النظام والمادة الأولى من واجبات الهيئة على العناية الكبيرة بالقيم والأخلاق.

وحول التحديات التي تواجه القيم والأخلاق، أكد العامر أن القفزة الهائلة في تقنية المعلومات والاتصالات تكسرت معها الحواجز، وزالت الحجب وأصبحنا في مواجهة مباشرة مع هذا التحدي الكبير الذي استطاع أن يتجاوز اللغات والثقافات وأصبحت المجتمعات المسلمة تعيش في حيرة كبيرة من كيفية التعامل مع كل هذه التقنيات الوافدة بإغراءاتها وجاذبيتها وخطورتها في الوقت نفسه. فيما نوّه الدكتور محمد المرشود مدير عام فرع الرئاسة العامة في المنطقة الشرقية، بأن الرئاسة وهي تقوم بهذا الدور في المجتمع للمحافظة على الأخلاق إنما تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - اللذين يحثان على المحافظة على دين الناس وخلقهم، ذلك أن التحديات التي تواجه قيم الناس وأخلاقهم كثيرة جد ومتعددة؛ ولذا فإن هذا الملتقى بما حواه من موضوعات مهمة جاء في الوقت المناسب الذي يحتاج إليه الجميع.

من جهته، أكد الشيخ سليمان الرضيمان، مدير عام فرع الرئاسة العامة في منطقة مكة المكرمة، أن ما يقوم به رجال الحسبة من حث الناس على قيم كثيرة ويجتهدون في تعزيزها لحث الناس على المبادرة لأداء الصلوات في أوقاتها وإغلاق المحال التجارية، وهذا العمل هو من أعظم المهام في تعزيز قيمة المبادرة والمسابقة للطاعة؛ ذلك أن أداء الصلاة جماعة في المساجد مما يبعث في النفس الشوق للعبادة والسمو في الطاعة.

واعتبر الرضيمان أن الدور التكاملي الذي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية سواءً التربوية أو الإعلامية يبرز مثلا في توضيح مخاطر الابتزاز على أفراد المجتمع عموما رجالا كانوا أو نساء وما يترتب على هذا المسلك من مخاطر لا تعود إلا بالضرر على المجتمع ككل.

وقال إبراهيم العبد الكريم، مدير عام الشؤون الإدارية والمالية في الرئاسة:

إن تعزيز القيم الأخلاق هدف كبير ينبغي أن تتضافر الجهود لتحقيقه وتعزيزه وجميع الأمم والمجتمعات تسعى لغرس قيمها ومبادئها في أجيالها ومحاضنها التربوية الأمر الذي يجعل من تعزيز القيم والأخلاق الإسلامية أمرا محتما على المجتمعات المسلمة كونها تستمد قيمها من الوحيين الكتاب والسنة، مشيرا إلى أن تخصيص الاجتماع السادس ليناقش هذه القضية أمر تقتضيه المرحلة التي تشهد صراعا في مجال القيم وانفتاح غير مسبوق بين الثقافات مما يتطلب ترسيخ القيم التي تبلور هوية المجتمع وتحقق الأمان والانتماء لأبنائه.

فيما أكد الدكتور عبد المحسن القفاري، مدير عام الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة والمتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن تعزيز القيم والأخلاق عمل يعنى به ولاة الأمر، انطلاقا من المسؤولية الشرعية وهو أبرز واجبات مؤسسات التربية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، وهو محور تركيز قيادة ورموز المجتمع، فالقيم والأخلاق هما المكون الأساس لهوية الأمم، وهما أبرز ملامح شخصيتها، وهما أكثر العناصر تهديدا من قبل العولمة الحالية والانفتاح الإعلامي والمعلوماتي الذي أذاب كثيرا من القيم وأخفى بعض معاني الأخلاق.