النبهان
January 20th, 2011, 01:19
جبر الدوسري.. رجل الأرصاد الجوية
الرحيل
بعد معاناة طويلة مع المرض، خاضها بمراس وعناد، سلمّ الأديب والفلكي والنابغة السعودي جبر بن صالح جمعة الدوسري، الروح إلى بارئها في أول أيام عيد الفطر المبارك.
https://i.ytimg.com/vi/RPwcFOvDjqQ/hqdefault.jpg
وقد امتزجت في قصة جبر الدوسري، الموهبة بالنبوغ وبالعزيمة، وتكرست بسالته قبالة العجز حين أصيب بالمرض قبل سنين، وصار المرض يزحف على أطرافه ويبتر ساقيه، لكن عزيمته ظلت صلبة ومراسه بقي صامداً وهو يؤدي أعماله بكل اقتدار، خاصة تلك التي يقدم فيها خدمة لآلاف قراء الصحف الذين لا يجدون سواه وسيلة لإشباع معرفتهم في علم الأرصاد والأنواء الجوية، وحالة الطقس،
وتقلباته. ولم يكن أحد، خاصة في السنين الأخيرة من القراء الذين يتابعون الفلكي القدير، أو ربما حتى من الصحافيين الذين يلاحقونه بالاتصالات يعلمون أن محدثهم رجل فقد ساقيه بسبب المرض. عرف جبر الدوسري، الذي لا يلحظ أحد من خارج المنطقة الشرقية أنه شقيق عبد الله صالح جمعة، رئيس شركة ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين، عرف بمواهبه المتعددة، وقدرته على تطوير كفاءته، ورفع مستوى أدائه، فهو إلى جانب علمه بالفلك، شاعر جزيل المعاني، رقيق الحاشية، عذب العبارة، جميل التصوير، بالإضافة لكونه عضواً في عدد من الجمعيات الفلكية ونشر عددا كبيرا من المقالات المتخصصة في علم الفلك. وأصبح منذ أكثر من ثلاثة عقود أبرز من يقدم للجمهور أخبار الأحوال الجوية وتوقعات الطقس، كما أنه بدأ يكتب سلسلة مقالات صحافية يتحدث فيها عن الأبراج والنجوم وعلاقتها بالأنواء الجوية، وبالنسبة لعشرات الآلاف من القراء كان الدوسري يمثل التوقعات الأكثر صدقية، كما تمثل توقعاته وأخباره مصادر جديرة بالثقة والاعتماد.
ولد في الخبر، شرق السعودية، وبدأ تقليدياً ينهم من بلاغة القرآن الكريم في البيت والكتاتيب، لكنه اقتحم الحياة العلمية بتفوق ظاهر، بحيث جرى إلحاقه في أول أيامه بالمدرسة في الصف الثاني مباشرة دون المرور بالصف الأول، وقبل أن يكمل عامه الدراسي جرى تصعيده للصف الثالث، وبعد أن أنهى المرحلة الابتدائية اتجه لدراسة اللغة الانجليزية، فاتجه في الفترة المسائية لدراسة اللغة في فصول معهد اللاسلكي، وتعلم الانجليزية في ارامكو التي افتتحت فصولا تعليمية صيفية. وفي تلك المرحلة التحق جبر الدوسري بشركة أرامكو، وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية بدأ العمل بقسم المحاسبة في ارامكو. نهم جبر الدوسري بدراسة اللغات ساقه في ما بعد لدراسة عدد من اللغات الاجنبية من بينها الفارسية والاندونيسية والفلبينية إضافة إلى الانجليزية.
تلقى تعليماً عالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على بكالوريوس بدرجة امتياز في إدارة الأعمال من جامعة (ينغستاون) بولاية اوهايو، ثم حصل من جامعة واشنطن بمدينة سياتل على ماجستير ادارة الأعمال بامتياز وحاز جائزة أفضل طالب في المحاسبة وجائزة أحسن طالب مبتعث طيلة أعوام دراسته ودون اسمه في سجل الطلاب المتميزين في اميركا واختير لعضوية العديد من جمعيات التفوق هناك.
ولتأكيد تعدد مواهبه، فقد اختار في اطروحة الماجستير موضوع الخطة الخمسية في السعودية وتتمحور حول البنية التحتية لبناء الطرق والمطارات ومعامل الغاز في ارامكو. يمتاز جبر الدوسري بمناقبية عالية وتواضع جم، وقد قاوم طويلاً وبلباقة منذ سنين توجه «الشرق الأوسط» لإجراء حوار مفصل معه، لكنه كان جزيل العطاء مع جميع الإعلاميين الذين يسألونه عن تقلبات الطقس الذي بدا في السنين الأخيرة ميالاً للتلبد بموجات مرتفعة من الغبار، تلازمه فترات طويلة من أيام السنة.
الرحيل
بعد معاناة طويلة مع المرض، خاضها بمراس وعناد، سلمّ الأديب والفلكي والنابغة السعودي جبر بن صالح جمعة الدوسري، الروح إلى بارئها في أول أيام عيد الفطر المبارك.
https://i.ytimg.com/vi/RPwcFOvDjqQ/hqdefault.jpg
وقد امتزجت في قصة جبر الدوسري، الموهبة بالنبوغ وبالعزيمة، وتكرست بسالته قبالة العجز حين أصيب بالمرض قبل سنين، وصار المرض يزحف على أطرافه ويبتر ساقيه، لكن عزيمته ظلت صلبة ومراسه بقي صامداً وهو يؤدي أعماله بكل اقتدار، خاصة تلك التي يقدم فيها خدمة لآلاف قراء الصحف الذين لا يجدون سواه وسيلة لإشباع معرفتهم في علم الأرصاد والأنواء الجوية، وحالة الطقس،
وتقلباته. ولم يكن أحد، خاصة في السنين الأخيرة من القراء الذين يتابعون الفلكي القدير، أو ربما حتى من الصحافيين الذين يلاحقونه بالاتصالات يعلمون أن محدثهم رجل فقد ساقيه بسبب المرض. عرف جبر الدوسري، الذي لا يلحظ أحد من خارج المنطقة الشرقية أنه شقيق عبد الله صالح جمعة، رئيس شركة ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين، عرف بمواهبه المتعددة، وقدرته على تطوير كفاءته، ورفع مستوى أدائه، فهو إلى جانب علمه بالفلك، شاعر جزيل المعاني، رقيق الحاشية، عذب العبارة، جميل التصوير، بالإضافة لكونه عضواً في عدد من الجمعيات الفلكية ونشر عددا كبيرا من المقالات المتخصصة في علم الفلك. وأصبح منذ أكثر من ثلاثة عقود أبرز من يقدم للجمهور أخبار الأحوال الجوية وتوقعات الطقس، كما أنه بدأ يكتب سلسلة مقالات صحافية يتحدث فيها عن الأبراج والنجوم وعلاقتها بالأنواء الجوية، وبالنسبة لعشرات الآلاف من القراء كان الدوسري يمثل التوقعات الأكثر صدقية، كما تمثل توقعاته وأخباره مصادر جديرة بالثقة والاعتماد.
ولد في الخبر، شرق السعودية، وبدأ تقليدياً ينهم من بلاغة القرآن الكريم في البيت والكتاتيب، لكنه اقتحم الحياة العلمية بتفوق ظاهر، بحيث جرى إلحاقه في أول أيامه بالمدرسة في الصف الثاني مباشرة دون المرور بالصف الأول، وقبل أن يكمل عامه الدراسي جرى تصعيده للصف الثالث، وبعد أن أنهى المرحلة الابتدائية اتجه لدراسة اللغة الانجليزية، فاتجه في الفترة المسائية لدراسة اللغة في فصول معهد اللاسلكي، وتعلم الانجليزية في ارامكو التي افتتحت فصولا تعليمية صيفية. وفي تلك المرحلة التحق جبر الدوسري بشركة أرامكو، وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية بدأ العمل بقسم المحاسبة في ارامكو. نهم جبر الدوسري بدراسة اللغات ساقه في ما بعد لدراسة عدد من اللغات الاجنبية من بينها الفارسية والاندونيسية والفلبينية إضافة إلى الانجليزية.
تلقى تعليماً عالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على بكالوريوس بدرجة امتياز في إدارة الأعمال من جامعة (ينغستاون) بولاية اوهايو، ثم حصل من جامعة واشنطن بمدينة سياتل على ماجستير ادارة الأعمال بامتياز وحاز جائزة أفضل طالب في المحاسبة وجائزة أحسن طالب مبتعث طيلة أعوام دراسته ودون اسمه في سجل الطلاب المتميزين في اميركا واختير لعضوية العديد من جمعيات التفوق هناك.
ولتأكيد تعدد مواهبه، فقد اختار في اطروحة الماجستير موضوع الخطة الخمسية في السعودية وتتمحور حول البنية التحتية لبناء الطرق والمطارات ومعامل الغاز في ارامكو. يمتاز جبر الدوسري بمناقبية عالية وتواضع جم، وقد قاوم طويلاً وبلباقة منذ سنين توجه «الشرق الأوسط» لإجراء حوار مفصل معه، لكنه كان جزيل العطاء مع جميع الإعلاميين الذين يسألونه عن تقلبات الطقس الذي بدا في السنين الأخيرة ميالاً للتلبد بموجات مرتفعة من الغبار، تلازمه فترات طويلة من أيام السنة.