تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة الوئام تكشف حالة المرأة المسنة



الرائد7
September 19th, 2009, 17:03
السلام عليكم

قالت المسنة السعودية (ف، ش) بأن أهل الخير لم تتوقف زياراتهم منذ أن نشرت الوئام معاناتها، ومقطع الفيديو الذي تحدثت فيه السيدة للقناة الإخبارية والزميل عبد الرحمن الحسين، وكشفت فيه عن الحالة الماسأوية التي تعيشها هي وأفراد عائلتها.

https://alamelarab.com/NEWSPA/alweeam-com-sa.jpg

أم محمد ما أن علمت بأن الزائر جريدة الوئام، إلا ورفعت أيديها إلى السماء داعية للقائمين عليها، ولمن ساهم في نشر معاناتها، وللزميل الحسين، ومن قام بمساعدتها مادياً وعينياً، وقالت في حديث تخالطه الدموع "والله ثم والله إن هذا من الله ثم منكم الله يجزاكم كل خير يا وليدي انتم بيض الله وجيهكم يالجريدة ما قصرتوا، الله يجزاكم خير وكل من ساعدني ويجزى أهل الخير اللي ساعدونا"

ثم تتوقف أم محمد لحظات وتعود لتشرح معاناتها بنبرات حزينة متألمة، شاكية لله حالها وما فعلته بها الأقدار وبعائلتها فتقول: أنا جنوبية، تزوجت من أهل القصيم أكثر من رجل وانتقلت للرياض مع ابني "محمد" بسبب ظروف عمله، وقد لازمني الفقر منذ عشرات السنين، وقبله حظي العاثر.

فمحمد كان العائل الوحيد لي ولأخواته وزوجته من خلال عمله في شركة، وقد ابتعثته الشركة للهند وقدر الله أن يتزوج هذه المرأة –تقصد أم القاسم– وجاء بها للسعودية، وانجبت منه القاسم وهو عائلنا الوحيد الآن –عمره 15 عاما– وتواصل حديثها "ولكن الله أخذ أمانته وتوفي محمد العائل الوحيد لنا بعد الله وبقيت أنا وست نساء نعيش في منزل مستأجر، ونصارع الفقر ومرارة الحاجة، حتى يومنا هذا".

وتتحدث أم محمد عن بناتها فتقول "إحداهن اضطرت للانتقال لتسكن في شقة إيجارها ستة آلاف ريال بحي الربوة بعد أن ضاقت غرف البيت الأربع بشقيقاتها وأحفادي، وأنظر للغرف ومساحتها وأغراضنا وأحفادي، كيف تسعهم شقة كهذه؟".

الوئام تجولت في الشقة التي تقطنها أم محمد وعائلتها وزوجة ابنها الهندية، فكانت عبارة عن 3 غرف مقاس 4×3 ومطبخ صغير وصالة لا تتعدى 9 متر مربع، وتقع في الدور الثاني، وتشير أم محمد للثلاجة بأنها قدمها لهم فاعل خير قبل خمس سنوات، وكذلك الفرن.

وعدنا لتسترجع أم محمد الذاكرة فتقول:

عندما جئنا للرياض أستأجرنا شقة ما لبثنا أن طردنا منها بسبب عجزنا عن دفع الإيجار، ثم انتقلنا لشقة أخرى بعمارة يقطنها العديد من الجنسيات العربية وخفت على نفسي وبناتي من احد السكان حيث كان يشرب الخمر ويزعجنا بسبب وجودنا في العمارة بدون محرم وانتقلنا إلى شقتنا هذه قبل خمسة عشر عاما ومازلنا فيها حتى اليوم ونعاني اشد المعاناة عندما يحين موعد دفع إيجارها لأننا لا نملكه.

وكما تشاهد فهي شقة صغيرة لا تتسع لهذا العدد من النساء والأطفال، حتى إن إحدى بناتي المتزوجات خرجت واستأجرت شقة في حي الربوة بستة ألاف ريال، لأنها لا تريد أن تزاحمنا في هذه الشقة.

وتتطرق أم محمد لصاحب العمارة فتقول أم محمد "أنا لا أعرفه ونتعامل مع مكتب، ويديره مغاربه يضايقوننا بسبب تأخير الإيجار".

ثم تتوقف أم محمد، وتدعو لمن ساهم في تخفيف معاناتها، وتعود لتقول: الحمد لله يا ولدي الذي سخركم أنتم والمذيع لنا، لقد اجتاحت المعونات المنزل، منذ أن تكلمتم عن حالتنا... وهذا من حظي انا وبناتي واطفالهن حيث اجتاحت منزلنا معونات اهل الخير حتى اننا لم نعد نجد لها مكاناً ونقوم بإرسال بعضاً منها إلى ابنتنا في حي الربوة.. الله يجزاكم وكل من ساعدنا بالخير... يا ولدي والله ما فرحت مثلي اليوم.. يا ولدي أنا حظي عاثر والفقر ملازمني... أسأل الله ألا يجعلكم تعيشون الحالة التي نعيشها... يا ولدي الفقر واليتم وغياب الرجل وظروف الدنيا، فعلت بنا ما تراه....

الوئام رصدت زيارات العديد من فاعلي الخير لمنزل أم محمد أثناء حديثها لنا، حيث كان حفيدها القاسم يستقبلهم، وامتلأت أركان المنزل بالمعونات والأغذية والملابس التي قدمها أهل الخير لمساعدة أم محمد وعائلتها، وقد رفض عدد من هؤلاء الحديث أو التصوير.

بجوار المسنة أم محمد كانت تقف أم القاسم والتي تحدثت عن معاناتها منذ مجيئها للسعودية برفقة زوجها محمد، حيث تقول أم القاسم التي تتحدث العربية بطلاقة "أنا جئت هنا منذ 15 عاماً، وقد توفي زوجي ثم لحق به أبي ثم أمي، ولم أتمكن من السفر بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها، وكل ما أتمناه أن أجد من يعينني على الحصول على الجنسية السعودية، حيث لازلت على كفالة والدة زوجي"، وتتدخل أم محمد لتتحدث عن رجل البيت (القاسم) فتقول: هذا ولدي القاسم هو رجل البيت ومحرمنا، وقد بعثته لحلقة التحفيظ منذ أن كان عمره 3 سنوات، وهو الآن في الصف الأول ثانوي، وقد ذهب في العطلة للبحث عن عمل، وطرق أبواب العديد من الشركات، لكنهم: رفضوه لصغر سنه، وقد تكفل فاعل خير بفتح حساب له في البنك يحول له كل شهر 300 ريال بواسطته، فجزاه الله خيراً.

أما أمنية أم محمد وبناتها وزوجة أبنها فتلخصها الوئام في نقاط:

- تأمين منزل بسيط ويحتوي هذه العائلة الكبيرة، وأن تنسى إلحاح مكاتب العقارات وضغوطاتهم وتهديداتهم.
- أن تقوم الجمعية الخيرية والضمان الاجتماعي بأدوراهم تجاه هذه العائلة المحرومة وغيرها من العائلات التي لم تصل معاناتهم.
- أن يرى هؤلاء المحرومون نتائج صندوق الفقر على أرض الواقع بعيداً عن مانشيتات الصحافة.

مشاهدات:

- ما أن غادرنا المنزل حتى لحقت بنا أم القاسم -هندية الجنسية- طالبة منا أن نسعى لها للحصول على الجنسية السعودية.
- الشقة الصغيرة تغص بعدد كبير من النساء والأطفال.
- المعونات الغذائية أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على العائلة بسبب عدم وجود مساحة في المنزل.
- عائلة أم محمد، لاتعرف جهات أخرى سوى الجمعية الخيرية التي تقدم لها 4000 ريال في العام الواحد مقسطة على دفعات!!
- بنات أم محمد المطلقات لديهن أطفال ويعشن تحت ضغوط نفسية واجتماعية صعبة، والسؤال الذي تخشاه أم محمد وتطرحه الوئام: أين أباؤهم؟
- القاسم، شاب سعودي من والدة هندية، يناشد سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، أن ينظر لوالدته بعين العطف والرحمة، ويقدم لها المساعدة في الحصول على الجنسية.
- ودعنا أم محمد المواطنة السعودية التي لا تملك مصدر دخل يسد رمق أبنائها، ونحن نتساءل:

أين دور مئات الجهات الخيرية التي تتفاخر بإعلاناتها في القنوات الفضائية وكبريات الصحف عن مشاريعها خارج البلاد، أليس الداخل أولى.
- ونعيد صياغة السؤال وتوجيهه لوزارة الشؤون الاجتماعية ووكالة الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية: أين أنتم؟
- صندوق الفقر.. نسمع به ولانرى له أثراً.

نهاية المشهد: أم محمد وعائلتها حالة واحدة، استمع المجتمع لتفاصيلها، وتتبقى غيرها مئات الحالات، تعيش في عالم النسيان... فمن المسؤول؟