المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عجائب وغرائب الماء



الرائد7
May 31st, 2008, 13:15
السلام عليكم

ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى عن المــاء شيئاً عجباً، ربما لم تسمع به، لذا تأمّل وفقك الله تعالى ليزداد إيمانك بربك وخالقك: (الماء: مادة الحياة وسيد الشراب وأحد أركان العالم بل ركنه الأصلي فإن السماوات خلقت من بخاره والأرض من زبده وقد جعل الله منه كل شيء حي، وقد اختلف فيه:

هل يغذو أو ينفذ الغذاء فقط؟
وهو بارد رطب يقمع الحرارة ويحفظ على البدن رطوباته ويرد عليه بدل ما تحلل منه ويرقق الغذاء وينفذه في العروق وتعتبر جودة الماء من عشرة طرق:


أحدها: من لونه بأن يكون صافيا

الثاني: من رائحته بأن لا تكون له رائحة البتة

الثالث: من طعمه بأن يكون عذب الطعم حلوه كماء النيل والفرات

الرابع: من وزنه بأن يكون خفيفا رقيق القوام

الخامس: من مجراه بأن يكون طيب المجرى والمسلك

السادس: من منبعه بأن يكون بعيد المنبع

السابع: من بروزه للشمس والريح بأن لا يكون مختفيا تحت الأرض فلا تتمكن الشمس والريح من قصارته

الثامن: من حركته بأن يكون سريع الجري والحركة

التاسع: من كثرته بأن يكون له كثرة يدفع الفضلات المخالطة له

العاشر: من مصبه بأن يكون آخذا من الشمال إلى الجنوب أو من المغرب إلى المشرق

وإذا اعتبرت هذه الأوصاف
لم تجدها بكمالها إلا في الأنهار الأربعة: النيل، الفرات، سيحون وجيحون؛

وفي الصحيحين: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة]
وتعتبر خفة الماء من ثلاثة أوجه أحدها: سرعة قبوله للحر والبرد قال أبقراط : الماء الذي يسخن سريعا ويبرد سريعا أخف المياه الثاني: بالميزان الثالث: أن تبل قطنتان متساويتا الوزن بمائيين مختلفين ثم يجففا، ثم توزنا فأتهما كانت أخف فماؤها كذلك

والماء وإن كان في الأصل باردا رطبا فإن قوته تنتقل وتتغير لأسباب عارضة توجب انتقالها فإن الماء المكشوف للشمال المستور عن الجهات الأخرى يكون باردا وفيه يبس مكتسب من ريح الشمال وكذلك الحكم على سائر الجهات الأخر والماء الذي ينبع من المعادن يكون على طبيعة ذلك المعدن ويؤثر في البدن تأثيره والماء العذب نافع للمرضى والأصحاء والبارد منه أنفع وألذ ولا ينبغي شربه على الريق ولا عقيب الجماع ولا الانتباه من النوم ولا عقيب الحمام ولا عقيب أكل الفاكهة وأما على الطعام فلا بأس به إذا اضطر إليه بل يتعين ولا يكثر منه بل يتمصصه مصا فإنه لا يضره البتة بل يقوي المعدة وينهض الشهوة ويزيل العطش، والماء الفاتر ينفخ ويفعل ضد ما ذكرناه وبائته أجود من طريه، والبارد ينفع من داخل أكثر من نفعه من خارج والحار بالعكس وينفع البارد من عفونة الدم وصعود الأبخرة إلى الرأس ويدفع العفونات ويوافق الأمزجة والأسنان والأزمان والأماكن الحارة ويضر على كل حالة تحتاج إلى نضج وتحليل كالزكام والأورام، والشديد البرودة منه يؤذي الأسنان والإدمان عليه يحدث انفجار الدم والنزلات وأوجاع الصدر، والبارد والحار بإفراط ضاران للعصب ولأكثر الأعضاء لأن أحدهما محلل والآخر مكثف والماء الحار يسكن لذع الأخلاط الحادة ويحلل وينضج ويخرج الفضول ويرطب ويسخن ويفسد الهضم شربه ويطفو بالطعام إلى أعلى المعدة ويرخيها ولا يسرع في تسكين العطش ويذبل البدن ويؤدي إلى أمراض رديئة ويضر في أكثر الأمراض على أنه صالح للشيوخ وأصحاب الصرع والصداع البارد والرمد وأنفع ما استعمل من خارج.

ولا يصح في الماء المسخن بالشمس حديث ولا أثر ولا كرهه أحد من قدماء الأطباء ولا عابوه والشديد السخونة يذيب شحم الكلى، ماء الثلج والبرد : ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يدعو في الاستفتاح وغيره: [اللهم اغسلني من خطاياي بماء الثلج والبرد] الثلج له في نفسه كيفية حادة دخانية فماؤه كذلك ووجه الحكمة في طلب الغسل من الخطايا بمائه لما يحتاج إليه القلب من التبريد والتصليب والتقوية ويستفاد من هذا أصل طب الأبدان والقلوب ومعالجة أدوائها بضدها، وماء البرد ألطف وألذ من ماء الثلج وأما ماء الجمد وهو الجليد فبحسب أصله، والثلج يكتسب كيفية الجبال والأرض التي يسقط عليها في الجودة والرداءة وينبغي تجنب شرب الماء المثلوج عقيب الحمام والجماع والرياضة والطعام الحار ولأصحاب السعال ووجع الصدر وضعف الكبد وأصحاب الأمزجة الباردة،

ماء الآبار والقني:
مياه الآبار قليلة اللطافة وماء القني المدفونة تحت الأرض ثقيل لأن أحدهما محتقن لا يخلو عن تعفن والآخر محجوب عن الهواء وينبغي ألا يشرب على الفور حتى يصمد للهواء وتأتي عليه ليلة وأردؤه ما كانت مجاريه من رصاص أو كانت بئره معطلة ولا سيما إذا كانت تربتها رديئة فهذا الماء وبيء وخيم

ماء زمزم:
سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها عند الناس وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة ليس له طعام غيره فقال النبي صلى الله عليه و سلم: [إنها طعام طعم] وزاد غير مسلم بإسناده: [وشفاء سقم] وقد جربت أنا وغيري من الاستسقاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا ماء النيل: أحد أنهار الجنة ماء البحر: ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في البحر: [هو الطهور ماؤه الحل ميتته] وقد جعله الله سبحانه ملحا أجاجا مرا زعاقا لتمام مصالح من هو على وجه الأرض من الآدميين والبهائم فإنه دائم راكد ...اهـ )
أقول: قد سقت ما سقت من كلام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى عن الماء في الجزء (4) من زاد المعاد ليسهل عليك الاطلاع عليه والتأمل في حكمة الله العلي القدير، وأعتقد أنه لولا هذا السياق لما تيسر لك ذلك، فسبحان ربي لا إله إلا هو !!! أرجو ألا تقف تأملاتك عند هذا فحسب، بل تجوّل بفكرك في أنواع ما خلق الله تعالى

ابوعبدالمجيد
June 2nd, 2008, 23:22
سبحان الله

بارك الله فيك يابو ابراهيم ورحم الله العلامة ابن القيم

تقديري لك

عابر سبيل
June 2nd, 2008, 23:42
ماء زمزم :
سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها عند الناس وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل , وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة ليس له طعام غيره فقال النبي صلى الله عليه و سلم : [ إنها طعام طعم ] وزاد غير مسلم بإسناده : [ وشفاء سقم ] وقد جربت أنا وغيري من الإستثسفاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا ماء النيل : أحد أنهار الجنة ماء البحر : ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في البحر : [ هو الطهور ماؤه الحل ميتته ] وقد جعله الله سبحانه ملحا أجاجا مرا زعاقا لتمام مصالح من هو على وجه الأرض من الآدميين والبهائم فإنه دائم راكد ...اهـ )


بارك الله على هذا الموضوع الجميل

ولي وقفه اخي مع ماء زمزم وذكرت هذه في زمن الملك فيصل رحمه الله

قال أحد الأطباء في عام 1971م: إن ماء زمزم غير صالح للشرب، استناداً إلى أن موقع الكعبة المشرفة منخفض عن سطح البحر ويوجد في منتصف مكة، فلابد أن مياه الصرف الصحي تتجمع في بئر زمزم!!

ما أن وصل ذلك إلى علم الملك فيصل رحمه الله حتى أصدر أوامره بالتحقيق في هذا الموضوع، وتقرر إرسال عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبية بإثبات مدى صلاحيته للشرب..

ويقول المهندس الكيميائي معين الدين أحمد، الذي كان يعمل لدى وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية في ذلك الحين، أنه تم اختياره لجمع تلك العينات.. وكانت تلك أول مرة تقع فيها عيناه على البئر التي تنبع منها تلك المياه وعندما رآها لم يكن من السهل عليه أي يصدق أن بركة مياه صغيرة لا يتجاوز طولها 18 قدما وعرضها 14 قدماً، توفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج منذ حفرت من عهد إبراهيم عليه السلام.

وبدأ معين الدين عمله بقياس أبعاد البئر، ثم طلب من أن يريه عمق المياه، فبادر الرجل بالاغتسال، ثم نزل إلى البركة، ليصل ارتفاع المياه إلى كتفيه، وأخذ من ناحية لأخرى في البركة، بحثاً عن أي مدخل تأتي منه المياه إلى البركة، أنه لم يجد شيئاً.. وهنا خطرت لمعين الدين فكرة يمكن أن تساعد في معرفة مصدر المياه، وهي شفط المياه بسرعة باستخدام مضخة ضخمة كانت موجودة في الموقع لنقل مياه زمزم إلى الخزنات، بحيث ينخفض مستوى المياه، بما يتيح له رؤية مصدرها غير أنه لم يتمكن من ملاحظة شيء خلال فترة الشفط، فطلب من مساعده أن ينزل مرة أخرى.. وهنا شعر شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء شفط المياه، فيما تنبع منها مياه جديدة لتحلها، وكانت تلك المياه تنبع بنفس معدل سحب المياه الذي تحدثه المضخة، بحيث إن مستوى الماء في البئر لم يستأثر إطلاقاً المضخة.

وهنا قام معين الدين بأخذ العينات التي سيتم إرسالها إلى المعامل الأوروبية، وقبل مغادرته مكة استفسر من السلطات عن الآبار الأخرى المحيطة بالمدينة، فأخبروه بأن معظمها جافة.

وجاءت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية متطابقة، فالفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة كان في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم، ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين.. ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم!!

وأفادت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية أن المياه صالحة للشرب، ويجدر بنا أن نشير أيضاً إلى أن بئر زمزم لم تجف أبداً من مئات السنين، وأنها دائماً ما كانت توفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج، وأن صلاحيتها للشرب تعتبر أمراً معترفاً به على مستوى العالم نظراً لقيام الحجاج من مختلف أنحاء العالم على مدى مئات السنين بشرب تلك المياه المنعشة والاستمتاع بها.. وهذه المياه طبيعية تماماً ولا يتم معالجتها أو إضافة الكلور إليها.. كما أنه عادة ما تنمو الفطريات والنباتات في الآبار، مما يسبب اختلاف طعم المياه ورائحتها أما بئر زمزم فلا تنمو فيها أية فطريات أو نباتات فسبحان الله رب العالمين.


ولعظيم فائدة الماء الذي جعل الله منه كل شي حي

قال تعالى (( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا
رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الانبياء

ولكن نرى الاصراف في هذه النعمه وعدم تقديرها والنظر لها بعين الاعتبار

نسأل الله ان يصلح الحال وان لا يغير علينا نعمة

الرائد7
June 4th, 2008, 19:55
السلام عليكم
أبو عبد المجيد أسعدني مرورك أسعدك الله بطاعته

الرائد7
June 4th, 2008, 19:56
السلام عليكم
أبو خالد حياك الله
وشكر الله لك هذه الإضافة المميزة
وهذا الماء (ماء زمزم) نعمة من الله وفضل
فأسأل الله كما تمتعنا بها في الدنيا أن يمتعنا بالشرب من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

عبداللطيف الغامدي
June 6th, 2008, 01:21
بارك الله فيك أخي الحبيب/الرائد فموضوعك رائع جدا مثلك ولقد استفدت منه الكثير

الرائد7
June 13th, 2008, 02:47
السلام عليكم
أسعدني مرورك أخي الكريم عبد اللطيف
وبارك الله في جهودك

الجنرال
June 14th, 2008, 00:07
أخي الفاضل / الرائد7 ............... وفقه الله.
الماء نعمة من نعم الله التي أنعم بها على جميع المخلوقات

قال تعالى (( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا
رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الانبياء

شكر الله لك على هذا الموضوع ونفع به ..