المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفيصل من أوائل مراكز إكثار الكائنات الفطرية المهدَّدَة بالانقراض



شرااارة الخبوب
February 24th, 2023, 14:03
الطائف، زايد العتيبي (واس) إكثار الأحياء الفطرية السعودية وإعادة توطينها.. جهود نبيلة ومهمة يقوم بها مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف؛ للحفاظ على استقرار النظام البيئي وتوازنه، وهو أحد المراكز البحثية التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.

https://pbs.twimg.com/media/FpulWtkXgAAMW_d?format=jpg

ويهدف المركز بشكل رئيس إلى إكثار الكائنات الفطرية المحلية المهددة بالانقراض وإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية ومتابعتها بعد إطلاقها، والمشاركة مع بقية الإدارات الأخرى في الإدارة العامة للمحافظة على البيئة البرية، والقيام بالأبحاث الحقلية التطبيقية؛ لرفع جودة العمل ومتابعة تكاثرها في بيئاتها الطبيعية، بالإضافة إلى دراسة النظم البيئية في البيئات المختلفة، وتحفيز الدعم من قبل جميع شرائح المجتمع؛ للمحافظة على المكتسبات الوطنية في مجالات الحياة الفطرية من خلال التوعية البيئية.

https://pbs.twimg.com/media/FpulWtkWIAE9ydc?format=jpg

وتأسس المركز عام 1986م، ويعدُّ من أوائل المراكز الإقليمية والعالمية للإكثار تحت الأسر، ويبعد عن محافظة الطائف 36 كيلومتراَ، وتقدر مساحته بنحو 27 كيلومتراً مربعاً، ومسيج كمحمية طبيعية شبه صحراوية تسودها أشجار الطلح والأعشاب البرية، كما خُصِّصَ 70 هكتاراً في بداية إنشاء المركز داخل حدوده كمحمية نباتية لإجراء دراسات مقارنة الغطاء النباتي الطبيعي داخل المحمية والغطاء النباتي المعرَّض للرعي الجائر خارج المحمية؛ بهدف المتابعة لاستعادة الأزدهار الطبيعي للغطاء النباتي.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202302/DST_1850209_3806162_16_8_2023020613211674.jpg

ويضمُّ المركز ثمانية برامج للإكثار؛ هي: الحبارى، المها العربي، النعام أحمر الرقبة، النمر العربي، ظبي الإدمي، الوعل الجبلي، الوشق، الأرنب البري، حيث ركز المركز على إكثار المها العربي وطيور الحبارى بشكل رئيسي في بداية التشغيل، إضافةً إلى إكثار النعام أحمر الرقبة والنمر العربي، وجرى إعادة توطين مجموعات من المها العربي في محميتي الإمام سعود بن عبد العزيز (محازة الصيد سابقاً) وعروق بني معارض، وكذلك طائر الحبارى في محميتي محازة الصيد وسجى وأم الرمث والنعام في محمية محازة الصيد.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202302/DST_1850209_3806163_16_8_2023020613211674.jpg

وبدأ العمل في برنامج إكثار المها بنقل 57 رأساً من المها العربي من مزرعة الملك خالد بالثمامة إلى مركز الأمير سعود الفيصل للأبحاث في الطائف، لإعادة توطينها وإنتاجها في بيئات خالية من الأمراض بين عامي 1990-1994م، كما تم إطلاق 67 رأساً من المها على فترات متتالية في محمية الأمام سعود بن عبد العزيز الملكية (محازة الصيد سابقاً) التي تقدر مساحتها بـ 2553 كيلو متراً مربعاً في شمال شرق محافظ الطائف.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202302/DST_1850209_3806166_16_8_2023020613211674.jpg

وازدادت أعداد المجموعات البرية على مدى سنوات إلى أكثر من 500 رأس، وعندما رأى المركز نجاح التكاثر الذاتي في محمية الإمام سعود بن عبد العزيز، بدأ المركز في إعادة توطين المها العربي في محمية عروق بني معارض، التي تقدر مساحتها بنحو 12700 كيلومتراً مربعاً، وتقع في الطرف الغربي لصحراء الربع الخالي، حيث تم إطلاق 121 رأساً على فترات متتابعة بين عامي 1995-1999م، وخلال أربعة أعوام شكَّل القطيع أكثر من 190 رأساً من المها في أرجاء المحمية، ولا تزال برامج التعزيز مستمرة في هذه المحمية، التي تعدُّ من أوائل المواقع الناجحة لاستعادة المها العربي حراً في بيئاته الطبيعية.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202302/DST_1850209_3806165_16_8_2023020613211674.jpg

كما قام المركز بتأسيس برنامج الإكثار لطائر الحبارى؛ للحفاظ على هذا الطائر الصحراوي من الانقراض في المملكة، ويُعزَى تناقص أعداد طائر الحبارى في المملكة للصيد الجائر وتدهور بيئاته الطبيعية؛ نتيجة للرعي الجائر والتطور الزراعي، وضغوط الصيد الجائر، فيما نجح المركز في تفقيس أول بيضة للحبارى في عام 1989م؛ نتيجةً لتحسين طرق التلقيح الصناعي والتحضين، وتمكين المركز من إنتاج أعداد كافية، حيث تم أول إطلاق لها في الطبيعة في عام 1991م في محمية الإمام سعود بن عبد العزيز الملكية (محازة الصيد سابقاً).

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202302/DST_1850209_3806164_16_8_2023020613211674.jpg

وبين عامي 1991-1998م بلغت أعداد الطيور المطلقة في المحمية 330 طائراً، فيما بدأت الطيور بالتكاثر طبيعياً في المحمية بعام 1995م، وسجلت أول أعشاش للحبارى في وسط المملكة بعد انقطاع دام أكثر من أربعين عاماً، كما تمكَّن المركز من رفع الإنتاج وفق الانتخاب الوراثي إلى أكثر من 800 طائر في عام 2022م.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202302/DST_1850209_3806167_16_8_2023020613211674.jpg

وحقَّق المركز نجاحات في هذا المجال، معتمداً منذ عام 2019م على خبرات وطنية سعودية لإدارة برامج الإكثار تحت الأسر، كما يسعى المركز إلى المحافظة على الحياة الفطرية والموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي وحماتها؛ لتحقيق استدامة بيئية وتطويرها وتعظيم الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.


إعداد: زايد العتيبي
تصوير: فيصل الشيباني


تم تصويب (11) خطأ، منها:
(عبدالعزيز) و(الخالي ، حيث) و(1991 - 1998 م)
إلى (عبد العزيز) و(الخالي، حيث) و(1991-1998م)

دانة اسماعيل هوازن
July 5th, 2023, 10:08
الرياض (واس) تكشف الآثار الباقية عن حقبة موغلة في القدم احتضنت فيها أجزاء من شبه الجزيرة العربية النعام العربي الذي عُرف عن بقية سلالته حول العالم بقدرة تحمله للظروف المناخية، فقد استوطن قبل أن ينقرض على أقل تقدير قبل نصف قرن، الشعاب والمناطق الرملية بالجزيرة بدلالة قشور بيضه التي عُثر عليها خاصة في الربع الخالي، بجانب مسميات بعض المواضع بـ نعام، والنقوش الأثرية، وحضور هذا الطائر ورسمه في أشهر مؤلفات الأدب العربي، وهما:

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202306/DST_1921969_4134828_17_1_2023061713301927.jpg
- 28 ذو القعدة 1444هـ الموافق 17 يونيو 2023م

• كتاب الحيوان للجاحظ و
• كتاب لسان العرب لابن منظور.

وأطلق العرب على ذكر النعام اسم "الظَّلِيمُ" وجمعه ظلمان، فكان الظليم العربي يتسم بالسلوك العدواني خاصة في فترات التزاوج، وقدر طوله بين 450–530 مم، وكان صيداً يؤكل لحمه وينتفع بجلده وريشه في بعض الصناعات اليدوية.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134790_13_8_2023061713213255.jpg

وعُرف "النعام العربي" خارج حدود موطنه الأصلي، فكان وليمة غير معتادة في حضارة بلاد الرافدين، كما اتخذ من شكله رسماً لتجميل الأواني، وتداول المسمى في النصوص اليونانية في الحقبة الأشورية، في وقتها كان النعام يصدر لبلاد الصين حياً ويقدم هدية قيمة لإمبراطورها، وذكر عن أهل تلك الناحية انهم امتطوه لقوة رقبته وصلابتها وسرعته.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134793_13_8_2023061713213255.jpg

وجاء في وصف بيئة النعام العربي وانتشاره سابقاً في الجزيرة العربية ما قاله الرحّالة البريطاني ويليام جيفورد بلجريف، خلال جولته عام 1862م في وادي السرحان شمال غرب المملكة:

"شاهدنا في هذه المنطقة قطيعاً كبيراً من النعام، والنعامة هي أحسن الطيور التي تعيش على سطح هذه الأرض، كما أنها أصعب الطيور فيما يتعلق بالاقتراب منها، وعندما شاهدنا النعام من بُعد وهو يجري واحدة إثر أخرى في صف طويل، ظهر وكما لو كانت حياته تعتمد على هذا الصف، فاعتقدناها مجموعة من الجمال المذعورة"، مضيفاً: "اصطياد بعض القبائل له نظراً للإقبال على شراء ريشه".

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134794_13_8_2023061713213255.jpg

ولا تزال بقايا بيض النعام متناثرة في صحاري الجزيرة العربية، فقد جمع المستعرب عبد الله فيلبي بعض القشور خلال حلته للربع الخالي عام 1931م، وعلى خطاه جمع أعضاء رحلة "إعادة إحياء قلب الجزيرة العربية" بقيادة المستكشف مارك إيفانز وعدد من الباحثين مطلع هذا العام 2023م على بعض القشور في نفود قلقان، كما تنتشر بقايا القشور في محمية عروق بني معارض الواقع على الحافة الجنوبية الغربيّة للرّبع الخالي؛ على مساحة 12,787 كيلومتراً مربّعا.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134796_13_8_2023061713213255.jpg

وتعزيزاً للجهود الوطنية في صون البيئة ومكوناتها يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على إكثار النعام أحمر الرقبة الأفريقي أقرب سلالة للنعام العربي في المركز لإعادة توطينه في المحميات الطبيعية، حيث ترتع أعداد كبيرة منها بعد توطينها في محمية الإمام سعود بن عبد العزيز الملكية على بعد 180 كيلومترا شمال شرق مدينة الطائف، وتبلغ مساحتها 2240 كيلومتراً مربعاً، واستقبلت أول الفراخ المنتجة طبيعياً في شهر فبراير عام 1997م، في حين عمل المركز على إطلاق 287 طائراً من النعام أحمر الرقبة في بعض المحميات القائمة التابعة للمركز والمحميات الملكية ضمن برامج إعادة التوطين.

https://clcdn.spa.gov.sa/image-resizer/h600/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134797_13_8_2023061713213255.jpg

ويعد بيض النعام الأكبر والأثقل مما جعله يتحمل عوامل التعرية الطبيعية على مر السنين، وتضع أنثى النعامة ما بين 30 و50 بيضة على مدار السنة، ويصل وزن البيضة الواحدة إلى 1.5 كيلوغرام.

https://clcdn.spa.gov.sa/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134795_13_8_2023061713213255.jpg

https://clcdn.spa.gov.sa/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134791_13_8_2023061713213255.jpg

https://clcdn.spa.gov.sa/galupload/normal/202306/DST_1921962_4134792_13_8_2023061713213255.jpg


إعداد: عبد الله السهيل



تم تصويب (31) خطأ، منها:
استقلال ( ، : - ) وشرك لفظ الجلالة