المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صنابير تعبئة ماء زمزم بمكة تحت سيطرة مفتولي العضلات



نجم سهيل
December 17th, 2008, 06:15
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3001/1712.NAT.P8.N522.jpg


صنابير تعبئة ماء زمزم بمكة تحت سيطرة مفتولي العضلات

صنابير مياه زمزم بمكة تحت سيطرة العمالة الأفريقية
مكة المكرمة: محمد الجابر

فيما أكدت الجهات الأمنية تواجدها بمجمع كدي لتعبئة مياه زمزم بمكة المكرمة وعدم التهاون مع أي مخالفين، سيطرت مجموعات من العمالة الأفريقية مفتولة العضلات على صنابير التعبئة، حيث احتكرت بيع الجوالين للمواطنين والمقيمين والحجاج بسعر 30 ريالا للجالون الكبير بدلا من 3 ريالات قبل موسم الحج، رافعين شعار "الغلبة للأقوى". ويعمد هؤلاء العمال وهم من المخالفين إلى منع المواطنين من تعبئة الجوالين إلا عن طريقهم لتحقيق أكبر مكسب مادي. وأكد مواطنون التقت بهم "الوطن" أن بعض المواطنين يشاركون هذه العمالة في الأرباح حيث يأتون بشاحنات تحمل عشرات الجوالين، فتتم تعبئتها على الفور ومن ثم بيعها للراغبين.
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن الشرطة لن تتهاون في الضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء المخالفين ممن يقومون باحتكار صنابير مياه زمزم. وكشف الميمان عن وجود فرق سرية على مدار الساعة، تقوم برصد ما يدور في أشياب كدي. وقال إن هناك حالات ضبط بشكل يومي لبعض الأشخاص ممن يحاولون احتكار هذه الصنابير.
وفي ذات السياق، أكد الناطق الإعلامي لجوازات العاصمة المقدسة الرائد محمد الحسين أن الحملات مستمرة على أشياب كدي للقبض على المخالفين الذين يعملون لحسابهم الخاص، أما فيما يخص الذين يحملون إقامات نظامية ويتبعون للمتعهد الذي يقوم بتشغيل المجمع فإن مكتب العمل هو المسؤول عنهم.
--------------------------------------------------------------------------------

في مشهد بات يتكرر يوميا بمجمع أشياب كدي لتعبئة مياه زمزم، سيطرت مجموعة من العمالة الإفريقية المخالفة من أصحاب العضلات المفتولة على صنابير التعبئة، حيث يحتكرون صنابير المياه لصالحهم بغرض الكسب المادي، فيما تقوم مجموعة أخرى بمساومة المواطنين الراغبين في تعبئة الجوالين بماء زمزم بمبالغ باهظة، تتراوح بين 30 ريالا للجالون الكبير، و15 ريالا للصغير، فيما كان السعر في السابق لا يتعدى 3 ريالات للجالون الكبير.
وبات الشعار في مجمع كدي لتعبئة مياه زمزم هو "الغلبة للأقوى" إذ لم يجد هؤلاء الأفارقة رادعا لهم لوقف ممارساتهم، رغم أن الجهات الأمنية تتابع الوضع عن قرب وتؤكد أنها ستضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء المستغلين.
"الوطن" قامت بجولة على الموقع، ورصدت عن قرب مشكلة توزيع مياه زمزم، وعاشت أجواء الشحن النفسي مع المواطنين من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرا وهو موعد إغلاق أشياب كدي، حيث حاول بعض هذه العمالة منع "الوطن" من تصويرهم أثناء ممارستهم الفجة، وقاموا برشق مصور الصحيفة والمحرر بمياه زمزم.
وتساءل المواطن أحمد الهذلي وعلامات الغضب ترتسم على وجهه: هل يعقل ما يجري هنا فأنا من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى العاشرة لم أتمكن من تعبئة جوالين زمزم الخاصة بي، وكلما ذهبت إلى أحدهم قام بنهري بل ووصل الأمر بأحدهم إلى إلقاء الجوالين في وجهي بحجة أنه مرتبط بكمية كبيرة مع إحدى الشاحنات.
وأكد أن هذه العمالة تحتكر ماء زمزم في كل المواقع، معربا عن أسفه لقيام بعض المواطنين باحتكار صنابير زمزم وتجييرها لصالحهم للمتاجرة فيها عن طريق هذه العمالة المخالفة.
كما أعرب الهذلي عن أمله في تكثيف التواجد الأمني في الموقع، وتشديد العقوبة على هؤلاء الأشخاص ممن يقومون بالمتاجرة بماء زمزم المبارك. كما طالب بالضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بحرمان الناس من ماء زمزم، فلم يعد الكثيرون يستطيعون الحصول عليه إلا بشق الأنفس. وقال "أنا رجل كبير، لم أعد أقوى على التدافع والتشاحن".
أما المواطن أحمد الحربي فكان ممسكا بجوالين زمزم الخاصة به، وهو يحاول شق الصفوف لكي يصل إلى أحد الصنابير للتعبئة، ولكن أصحاب البنية الضخمة والعضلات المفتولة أتى دورهم لاستعراض قوتهم. ويقول الحربي "كما ترون لم أستطع تعبئة سوى جالون واحد، فجميع هذه الصنابير محتكرة من قبل أصحاب البنية الضخمة والعضلات المفتولة حيث أصبحت تحت سيطرتهم تماماً في ظل غياب الجهات الرقابية التي من المفترض أن تكون متواجدة في الموقع، وحتى موعد إغلاق الأشياب، وذلك لدرء بعض الإشكاليات والمناوشات التي تطرأ بين المواطنين ومن يحتكرون صنابير مياه زمزم". وتساءل: أين رئاسة الحرمين الشريفين من هذه الفوضى؟
أما الشاب خالد الزهراني فوقف متأملاً المشهد قبل أن يقوم بالدخول إلى الشباك المخصص، حيث بادرناه بالسؤال عن انطباعه حول ما يراه في الموقع، فاكتفى بالقول "الله يعيننا". وأضاف أن أصحاب الشاحنات الكبيرة يأتون بأعداد ضخمة من الجراكن، فيستحوذون على كم كبير من صنابير زمزم. أما بقية الصنابير فتخضع لاحتكار أصحاب العضلات المفتولة والبنية الجسمية القوية، حتى من يريد أن يقوم بتعبئة جوالينه بنفسه، يفاجأ الأفارقة يحولون بينه وبين إرادته بسطوتهم وقوة عضلاتهم. وساعد في ذلك عدم التواجد الأمني في الموقع، فالبعض منهم يعقد اتفاقيات مع عدد من أصحاب الشاحنات، وكل شاحنة تحمل ما لا يقل عن 70 جالوناً.
واستطرد قائلا: لك أن تتخيل كم شاحنة سوف يعقد معها اتفاقية، وكم عدد الصنابير التي سوف يضع المخالف يده عليها، وكم من مواطن ومقيم سوف يحرمون من الحصول على ماء زمزم؟ وأكد الزهراني أن المشاجرات بين هؤلاء المخالفين وعدد من المواطنين والوافدين أصبحت تتكرر بشكل شبه يومي. وناشد الزهراني الجهات الأمنية سواء شرطة العاصمة المقدسة أو دوريات الأمن أو دوريات المجاهدين بضرورة إيجاد حراسة دائمة في الموقع، مشيرا إلى أن هناك بعض المواطنين قاموا باحتكار عدد من الصنابير، ولكن شرهم أقل من الأفارقة الذين لا يقدرون الصغير أو الكبير على حد قوله.
"الوطن" قامت بنقل الصورة لشرطة العاصمة المقدسة، فأوضحت على لسان متحدثها الرائد عبدالمحسن الميمان أن هناك متابعة مستمرة لمجمع كدي لتعبة مياه زمزم وذلك بتوجيهات مشددة من قبل إمارة منطقة مكة المكرمة وولاة الأمر، مشدداً على أنه لم ولن تتهاون الشرطة في الضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء المخالفين والمتخلفين ممن يقومون باحتكار صنابير مياه زمزم ومنع المواطنين والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام من الاستفادة من ماء زمزم.
وكشف الميمان عن أن هناك فرقا سرية متواجدة على مدار الساعة، تقوم برصد كل ما يدور في أشياب كدي. وقال إن هناك حالات ضبط بشكل يومي لبعض الأشخاص ممن يحاولون احتكار صنابير مياه زمزم، موضحا أن الأجنبي يحال إلى إدارة الوافدين بجوازات العاصمة المقدسة لترحيله إلى بلاده. أما في حال القبض على مواطن فيُحال إلى مراكز الشرط لإيقاع أشد العقوبات بحقه. وأوضح الميمان أن هناك لجنة ثلاثية مكونة من الشرطة والجوازات والمجاهدين لملاحقة باعة زمزم الجائلين في مداخل مكة المكرمة ومخارجها، ومصادرة جوالين زمزم التي تكون بحوزتهم وتسليمها للمستودع الخيري الذي يقوم بدوره بتوزيعها على المساجد ليستفيد منها المصلون والمعتمرون وحجاج بيت الله الحرام.
من جانبها، طالبت جوازات العاصمة المقدسة الشركة المتعهدة لأشياب كدي بضرورة وضع حراسات أمنية خاصة، وذلك لتنظيم الدخول ومنع المتخلفين ومن يعملون لحسابهم الخاص من احتكار صنابير مياه زمزم. وفي هذا الصدد، أوضح الناطق الإعلامي لجوازات العاصمة المقدسة الرائد محمد الحسين أن الحملات مستمرة على أشياب كدي فيما يخص نظام الجوازات للقبض على المخالفين لأنظمة العمل والإقامة، الذين يعملون لحسابهم الخاص. أما فيما يخص الذين يحملون إقامات نظامية ويتبعون للمتعهد الذي يقوم بتشغيل مجمع أشياب كدي فإن مكتب العمل هو المسؤول عنهم.


الوطن


((( التعليق )))


مكا هقنا

يلا روهي :h56::s69::m7asmilies-com: