المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابو موسى محمد الامين



المنتقد
August 7th, 2010, 02:52
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

"أبوموسى محمد الامين"

هو محمد الأمين بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور، أبو موسي الهاشمي العباسي وأمه أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، وُلِدَ بالرصافة عام ( 170 هـ ) بويع له بالخلافة بعد وفاة والده الرشيد وبعهد منه. اشتهر بحسن الأدب، وكان عالما بالشعر، فصيح اللسان لكن غلب عليه الهوى واللعب وضعف الشخصية، وتأدَّب على الكسائي وقرأ عليه القرآن.اشتُهِرَ بحبه لأصحابه وعطفه عليهم، ولكنه فشل كقائد وكحاكم.

"أسباب النزاع بين الأمين والمأمون"

ترجع جذور النزاع بين الأخوين الأمين والمأمون إلى ثلاثة أسباب هي: مشكلة ولاية العهد – الصراع العنصري العربي والفارسي – أطماع الحاشية.

"مشكلة ولاية العهد"

تعتبر هذه المشكلة أحد أقوى الأسباب بفعل الطموح إلى السلطان، والعوامل النفسية التى انتابت الأمين تجاه أخويه، فكان الباديء بنقض بنود العهد، واتخذ عدة خطوات كانت كفيلة بتفجير الوضع، منها: محاولاته في بادئ الأمر، بسط نفوذه على ولايات أخويه، ثم تقديم ابنه موسى عليهما في البيعة.

في الوقت الذي كتب فيه والده العهد عليه وعلى أخيه المأمون وعلقه في فناء الكعبة، نوى الأمين الغدر. إذ عندما طلب منه جعفر البرمكي أن يحلف بعدم نقض البيعة أجابه إلى ذلك: " خذلني اللهُ إن خذلتُه " ورددها ثلاث مرات. ولما خرج قال للفضل بن الربيع "يا أبا العباس، كنت أحلف وأنا أنوي الغدر "

تصريحات الأمين حين عزم على خلع المأمون ومبايعة ابنه موسى إذ قال ليحيي بن سليم الذي استشاره في هذا الأمر، وحاول أن يثنيه عن عزمه " إن رأي الرشيد كان فلتة شبهها عليه جعفر بن يحيي بسحره واستماله بِرُقَاه، فغرس لنا غرسا مكروها لا ينفعنا ما نحن فيه إلا بقطعه، ولا تستقيم لنا الأمور إلا باجتثاثه والراحة منه،وقال للفضل بن الربيع يوما: " ويلك يا فضل، لا حياة مع بقاء عبد الله وتعرضه، ولابد من خلعه.."

نستنتج من ذلك أن نية الغدر كانت موجودة عند الأمين، ومبيتة في نفسه منذ اللحظة الأولى، التى عين فيها والده أخاه المأمون وليًّا للعهد من بعده، وهذه المشكلة،هي التى فجرت النزاع بين الأخوين، وقد كان ما بينهما متباعدا في حياة أبيهما،فلما مات لم يُرِدْ أحدهما الآخر، أما المأمون فظل قابعا فى خراسان لم يبرحها، وأما الأمين فقد خشي عاقبة هذا الاعتكاف، فكان طبيعيا أن تسوء ظنون الأخوين أحدهما بالآخر.

"صراع الفريقين العربي والفارسي"

أخذت ملامح الدور السياسي الذي أداه كل من الفضل بن سهل كاتب المأمون ومدبره الذي مثل العنصرية الفارسية في الإدارة العباسية، والفضل بن الربيع الذي مثَّل التطلعات العربية، تظهر بشكلها المحدد في الفترة التي سبقت وفاة الرشيد مباشرة.

فأخذ الأول، مدفوعا بنزعته العنصرية، وخشيته من وفاة الرشيد بعد تفاقم مرضه يسعى ليضمن حق المأمون في الخلافة، ويحميه من استبداد أخيه وحاشيته، ولعل أول خطوة أقدم عليها لتحقيق آماله أنه أقنع المأمون بمرافقة والده إلى خُرَاسان ليلتمس فيها الأنصار، وليبعده عن سطوة الأمين وحزبه.

وانكشفت نوايا كل من الطرفين بعد وفاة الرشيد، وظهر التناقض بينهما واضحًا في وجهات النظر السياسية، وكان الرشيد، لدى اشتداد المرض عليه، قد جدَّد البيعة للمأمون بعد الأمين.. ولما علم الأمين بشدة مرض والده أرسل بكرا بن المعتمر إلى خراسان ومعه كتب ظاهرها عيادة والده، وباطنها أمر إلى القوم بالعودة إلى بغداد مع الأعتدة.

ولم يتردد الفضل بن الربيع وكان على نفقات الرشيد وتدبير أموره، في العودة بالعسكر والأعتدة بعد وفاته، ولم يُعَرِّج على المأمون، ولم يلتفت إليه بالرغم من محاولة هذا الأخير مناشدته ومن معه بعدم المغادرة، وذكرهم بالعهود والمواثيق التى أخذها الرشيد عليهم، وقد ضايق ذلك المأمون فعلا وآلمه، وشعر بعدم صفاء نية الأمين تجاهه.

والواقع أن النصر الذي أحرزه العنصر العربي في تغلبه على البرامكة، وسعيه الدائم لكسب مزيد من تأكيد النفوذ والسلطان ’ قد لا يتحقق إلا في ظل خليفة كالأمين وذلك ما دفع الفضل بن الربيع لإلقاء ثقله خلفه معتبرا أن هذه فرصته لكسب جولة أخرى من الصراع.

أما ابن سهل فقد رفض طلب الأمين، ولطَّف الأمر للمأمون، فخاطبه قائلا: "نَازِلٌ في أخوالك، وبيعتك في أعناقهم؛ فاصبر قليلا وأنا أضمن لك الخلافة.

ولاشك بأن ابن سهل هذا بتشجيعه المأمون على البقاء في خراسان، ومساندته ورفضه طلب الأمين بالعودة الى بغداد كان مدفوعا بمطامع عنصرية، وأخرى شخصية وقد أوضح لأبي محمد اليزيدي أنه خدمه "ليحوز طابع هذا، يشير إلى الخاتم، في الشرق والغرب، لهذا خدمته، ولهذا صحبته " والحقيقة أن ابن سهل الذي كان يسعى لإيصال صاحبه إلى منصب الخلافة، أملا بأن تكون (مرو) عاصمةً لهذه الخلافة بدلا من بغداد، وأن تعود لخراسان عظمتها، وأدى دورًا بارزًا في تكتيل الخراسانية خلف قضيته، وقد رفضت هذه أن تعود إلى الظل بعد نكبة البرامكة؛ فوقفت بشدة خلف المأمون متمسكة به، فكان هو الإمام الذي التفت حوله الخراسانية الجديدة.

وهذكا اتخذت قضية النزاع بُعدا شعوبيا بين العرب والفرس، وراح يوجه الأحداثَ أشخاصٌ يتعصبون لأحد الفريقين، فظاهر العرب الأمين، وأخذ الفرس بيد ابن أختهم المأمون يشدون أزره.

" أطماع الحاشية"

وقفت حاشية الأمين، خاصة الفضل بن الربيع وعلى بن عيسي بن ماهان، وراءه بقوة ودفعاه إلى نكث العهد، في حين كانت الدلائل تشير إلى ميله للوفاء لأخويه رغم تصريحاته السابقة، ونصحه الفضل بن الربيع بأن يستدعي أخاه المأمون إلى بغداد حتى يظفر به كرهينة، ويفضل بيته وبين جنده، تمهيدا لخلعه وصرف ولاية العهد من بعده إلى ابنه موسى.

ومن جهته، فقد وقف الفضل بن سهل خلف المأمون، وأوعز إليه بالاعتذار عن الذهاب إلى بغداد بحجة أن أمور خراسان تستدعي بقاءه فيها.

وهكذا أدى تدخل رجال الحاشية إلى تأجيج النزاع الذي وصل إلى حد عدم العودة عن الصدام.

"مراحل النزاع بين الأمين والمأمون"

مَرَّ النزاع بين الأمين و المأمون بمرحلتين: مرحلة المفاوضات السلمية التى انتهت في عام (195 هـ ) ومرحلة الحسم العسكري التي انتهت بمقتل الأمين في عام (198 هـ )

"مرحلة المفاوضات"

اتخذ النزاع، في باديء الأمر، شكل سفارات ومراسلات متبادلة بين الأخوين حول قضية ولاية العهد، والصلاحيات الخاصة بالخليفة. ونهج الأمين السلوك السياسي المخادع لاستمالة أخيه، واستقطاب حاشيته وفي نيته عزله من ولاية العهد.

ومن جهته، فقد تصرف المأمون بشكل يبعث الطمأنينة في نفس أخيه، فبعث إليه بمراسلات تعظمه، وأهدى إليه هدايا كثيرة من طرف خراسان.

ثم حدث أن انتزع الأمين من أخيه المؤتمن كل ما بيده، واستقدمه إلى بغداد، وكتب في الوقت نفسه إلى جميع العمال بالدعاء لابنه موسي بالإمرة بعد الدعاء له وللمأمون وللقاسم، ولما سمع المأمون بذلك، أدرك أن الأمين ينوي تغيير العهد فقطع البريد عنه، وأسقط اسمه من الطرز.

ومضى الأمين في تودده دون أن يظهر نواياه؛ فكتب إلى المأمون يستدعيه إلى بغداد لحاجته إليه في تسيير شؤون الدولة، وفي نيته الغدر به.

ويبدو أن المأمون مال إلى إجابة طلب أخيه وكاد أن ينخدع، لولا تحذير وزيره الفضل بن سهل له، ونصحه بالاعتذار عن تلبية الدعوة، والعمل على تقوية جيشه، وتوطيد مركزه في خراسان.

لم ييأس الأمين من محاولاته الإيقاع بأخيه المأمون، وقرر تجريده تدريجيًّا من كل ما بيده؛ فكتب إليه يطلب منه أن يتخلَّى له عن بعض كور خراسان سَمَّاها له، وأنه عازم على تعيين موظف من قِبَلِه على البريد ليكتب إليه بخبرها باعتباره خليفة للمسلمين، ويستطيع التصرف في أمور خراسان كما تقضي المصلحة العامة.

استشار المأمون شيعته في طلب أخيه؛ فأشاروا عليه جميعا بإجابته، باستثناء الفضل بن سهل الذي رفض العرض، فوافقه المأمون وكتب إلى أخيه بذلك، ورسم هذا الوزير الفارسي للمأمون السياسة التي يجب عليه اتباعها وهي:-
1-الاعتصام في خراسان، لأن الخراسانية لن ينقضوا بيعتهم له بحكم قرابتهم له.

2-انتهاج سياسة دينية رزينة.

3-الاهتمام شخصيا بأمور الدولة ورد المظالم.

فأحبه الناس، والتفوا حوله.

نتيجة لهذا الجفاء، اشتد التوتر بين الأخوين، وأُغلِقَتِ الحدودُ بينهم، واتخذ المأمون بعض الاحتياطات لقطع الطريق على الدعاية التى راح يبثها الأمين ضده لاستماله أهل خراسان، فأقام حراسة مشددة على طول الطريق بين العراق وخراسان، وأعطى الأوامر باعتقال المشبوهين الذين يفدون من العراق.

أوشكت دولة الخلافة العباسية أن تنقسم إلى قسمين ينازع كل منهما الآخر، القسم الغربي حيث مدينة بغداد وعلى رأسه الأمين تسانده العرب وعلى رأس قواته القائد العربي على بن عيسي بن ماهان، والقسم الشرقي أى خراسان والولايات الشرقية حيث يقيم المأمون في مدينة مرو بمساندة الفرس، وعلى رأس قواته طاهر بن الحسين.

وتفاقم النزاع بمرور الأيام، وفشل الأمين في حمل أخيه المأمون على التنازل عن ولاية العهد لصالح ابنه موسي، مما دفعه إلى خلعه في عام (195هـ، وجلب كتابي العهد من فناء الكعبة وحرقهم، بالرغم من تحذير بعض بطانته.

أغضب هذا التصرف الخراسانيين، وغيرهم من أهالي الأمصار، فقاموا فى وجهه، واشتعلت الاضطرابات، وأضحى التحول إلى النزاع المسلح أمرا محتم، وأخذ كل طرف يستعد له.

"مرحلة الحسم العسكري"

سيَّر الأمين جيشا بقيادة علي بن عيسى بن ماهان، والي خراسان السابق لقتال أخيه، تقدم إلى الري حيث كان جيش المأمون، بقيادة طاهر بن الحسين بانتظاره، والتحم الجيشان في رحى معركة قاسية، أسفرت عن انتصار جيش المأمون، ومقتل علي بن عيسى ولم تكد أنباء النصر تصل إلى مقر المأمون في مرو، حتى بايع الناسُ المأمونَ بالخلافة.

والواقع أن الأمين أخطأ تقديره الموقف السياسي والعسكري، أو غُرِّرَ به لتعيين علي بن عيسى على رأس قواته؛ لأن هذا التعيين كان قاضيًا على الأمل في استمالة الخراسانيين، نظرا لكراهيتهم له مما أثار حميتهم؛ فاستماتوا بالقتال.

ويبدو أن الأهواء الشخصية أدَّت دورًا في هذا الأختيار. فعلي كان يطمع في العودة إلى منصبه القديم، كحاكم لولاية خراسان، وربما عمد الأمين إلى إغاظة سكانها فولاه القيادة نكاية بهم. والراجح أن أحد عيون الفضل بن سهل، وهو العباس بن موسى هو الذي أشار على الأمين أن يؤمِّر عليا ليثير حمية الخراسانيين على القتال،

أثارت أنباء هزيمة جيش الأمين الفزع في بغداد مما دفع الخليفة إلى تجهيز جيش آخر، وأرسله إلى خراسان بقيادة عبد الرحمن بن جبلة الأنباري، للتصدى لزحف طاهر.

ووقعت المعركة الثانية بين القوتين في همذان، وانتصر فيها جيش المأمون أيض، وسيطر طاهر على المدينة، ثم واصل زحفه باتجاه بغداد يرافقه هرثمة بن أعين، ولما وصلها، ضرب عليها حصارًا مركزًا، فدبت فيها الفوضى، وشهدت شوارعها اصطدامات داخلية بين مؤيدي الطرفين، وتمكنت قوة خراسانية من دخولها وأسرت الأمين، وأعلنت خلعه، لكن العناصر العربية قامت بهجوم مضاد وتمكنت من إطلاق سراحه، وأخرجت الخراسانية من المدينة.

ونتيجة لضغط الحصار، خارت قوة الأمين، بعدما انهارت معنويات جنده وانتهت المقاومة، ودخل طاهر المدينة عنوة، ووجد الخليفة نفسه أمام أحد الخيارين إما القيام بمحاولة أخيرة لاختراق صفوف الخراسانية، وإما الاستسلام وطلب الأمان، ولما لم يكن معه من الرجال ما يساعده على المقاومة، فقد فضل الاستسلام للقائد هرثمة بن أعين، وقد اختاره بسبب قوة طاهر، ولكن هذا الأخير كمن له في النهر، وقبض عليه وسجنه، ثم اقتحم عليه سجنه عددٌ من الجنود الخراسانية وقتلوه، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر المحرم عام 198هـ، وسيطر طاهر على بغداد وأَمَّنَ أهله، وانتهت بذلك خلافة الأمين....والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

ابومشعل
August 8th, 2010, 04:42
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع مفيد وفيه العبر .جزاك الله كل خير .والسلام عليكم

المنتقد
August 9th, 2010, 00:27
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
حياك الله اخوى الحبيب ابومشعل ...سلمه الله

وجزاك الف خير سرنى وشرفنى مرورك بارك الله فيك ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,