المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلتكسر هذه الأقلام



الرائد7
October 7th, 2008, 19:37
السلام عليكم
إن الراصد لواقعنا اليوم - بل والمتغافل عنه - يرى بوضوح فشو القلم والكتابة ، حتى صار يُنصب لها كل من هب ودب ، فنتج عن ذلك أقلام هي غثاء كغثاء السيل ، وأصبح همّ بعض الكتّاب العلو والشهرة ، ولو على طريقة الأعرابي الذي لطخ الكعبة - شرفها الله - بالقاذورات قائلاً : ( أحببت أن أذكر ولو باللعنة ) فتجد أحدهم - باختصار - يغرد خارج سرب العلماء وحماة الشريعة ، ويسطر بقلمه ما يخالف الفطر السليمة ، ويظن بذلك أنه أصبح ذائع الصيت ، مستطير الشهرة . والأمر ليس كذلك ، إنها مسئولية عظيمة سيسأل عنها ، وسيقف بين يدي الله تبارك وتعالى فيحاسبه عن كل حرف سطره بقلمه ، (( فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .

* * * * *

ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع الله تبارك وتعالى ، فمننه سبحانه تتابع عليهم ، ونعمه تتوالى إليهم ، من ساعة علوق أحدهم نطفة في رحم أمه ، ولكنه يقابل هذه النعم بكفرانها ، وجحود فضل المنعم بها سبحانه ، مع أن الواجب على عبد ضعيف مثله أن يشكر الله تعالى بلسانه بالحمد والثناء ، وبجوارحه في تسخيرها في طاعته ، ومنها : كفيه التي بها قبض على القلم ، وأجرى مداده على الورق ، فكتب بها ما لا يرضي من حرّكها ، وإلى أولئك أقول ، اقرؤوا - إن شئتم - : (( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )) [القلم: 44] .

* * * * *

ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع كلام الله تعالى ، فترى أصحابها لا يقفون عند حلاله وحرامه ، ويهجرونه ، ويرفضون التحاكم إليه ، ويصرون على مخالفته ، حتى وإن كانوا ممن يقرؤونه ، فهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين به حق الإيمان ، إذ لو كانوا كذلك حقاً لأضيت لهم المسالك ، ولتفتحت لهم المدارك ، ولما تجرأوا على أن يخرج منهم ولو حرفاً يخالف ما في الكتاب من الآيات والحكمة.
وإلى هؤلاء أقول : كفاكم هضماً لحقوق كلام الله ، حتى أصبحتم تساوونه بغيره من الكلام ، أعيدوا لكتاب الله تعالى حقه ، تدبروه واستلهموا ما فيه من العبر ، وأحسنوا الاستدلال به دون لويٍ لمعانيه ، واحذروا فكلام الله تعالى حجة عليكم إن دعوتم إلى ما نهى عنه ، أو نهيتم عما دعا إليه . كونوا من عباد الرحمن الذين (( إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً )) [الفرقان: 73] .

* * * * *

ألا كسرت أقلام.. لا تتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تعالى قد جعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إماماً وحاكماً ، قال تعالى : (( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )) [سورة النساء: 65] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : ( يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد منكم حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطناً وظاهراً ، ولهذا قال : (( ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )) [النساء : 65] ، أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به ، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلموا لذلك تسليماً كلياً من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ) .
* * * * *

ألا كسرت أقلام.. لا تحترم العلماء ، والله تعالى يقول : (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) [الزمر : 9] . فبعض أولئك الكتاب استباح لحوم العلماء ، ونهش أعراضهم ، وشكك في فتاويهم ، (ونسف) أقوالهم ، وانتقص من قدرهم ، وأخذ أصغر أولئك - وكلهم صغار أمام علماءنا - (يناقش) فتاوى عالم طلب العلم قبل أن يخرج ذاك من بطن أمه!
ومما يدل على خطورة إيذاء العلماء الذين هم مصابيح الأمة ، ما رواه البخاري عن أي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل في الحديث القدسي : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) الحديث .. )) روى الخطيب البغدادي عن الإمام الشافعي - رحمه الله - أنه قال : ( إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فليس لله ولي ) ويا لخسارة من توعده الله بالحرب!!
وإلى أولئك أقول ما قاله العلامة ابن عساكر - رحمه الله - : ( اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ) .
* * * * *

ألا كسرت أقلام.. تدعو إلى خروج المرأة من بيتها ، وانسلاخها من عفافها ، باسم الانتصار لحقوقها ، والتباكي على حريتها المسلوبة - على حد زعمهم - وغايتهم الأولى هي : إنزالها في جميع ميادين الحياة ، وبالتالي تختلط بالرجال ، حتى تخلع الحجاب عن جسدها (بيدها) ، وتنزع الخمار عن وجهها (بطوعها) ، (( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً )) [النساء : 26] .
وعلى أولئك أن يتقوا الله تعالى ، وأن ينشروا الفضيلة ، ويحاربوا الرذيلة ، ويحموا الأمة من شرور أهل الشر ، وألا يخدموا الأعداء الذي يتربصون بنا .
* * * * *

ختاماً : فإن الكتابة نعمة من نعم الله تعالى يعطيها من يحب (ومن لا يحب) ، فعلى من أنعم الله عليه بقلم فصيح حسن البيان ، ألا يتردد في أن يزيد بعد أن يستزيد من المنهج الرباني ، ومن الهدي النبوي .
وواجبنا - جميعاً - أن نهتدي بهدي محمد عليه الصلاة والسلام ، ونسير على ضوء سنته ، ونرتوي من معين نبوته ، ونحمل أعلام هدايته ، وننضوي تحت لوائه ، ونسقط الرايات المشبوهة ، والشعارات الزائفة ، ونرفع شعار التوحيد والمتابعة ، عليه نحيا وعليه نموت ، وفي سبيله نجاهد ، وعليه نلقى الله رب العالمين .

sweet_soul
October 8th, 2008, 06:15
نعم :)

ما فائدة القلم..
إذا لم يفتح فكرا أو يضمد جرحا أو يرقأ دمعة
أو يطهر قلبا أو يكشف زيفا أو يبني صرحا
يٌسعد الإنسان في ضلاله

.

لم تدع لنا مجالا للإضافة فقد كفيت ووفيت

بارك الله في قلمك وزادك من فضله ،،،

مزاااج
October 8th, 2008, 13:04
جزاك الله خيراً يا ابا ابراهيم

فقد وفّيت وكفّيت

وقلت ما ُيعد درساً لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.

الرائد7
October 9th, 2008, 02:48
السلام عليكم
الأخت الفاضلة sweet_soul
القلم ياأختاه سلاح ذو حدين
اللهم اجعلنا ممن سخره لنصرة الحق وأهله
سعدت بتواجدك:q7:


أبو سلمى..
بوركتكم ياغالي
هو درس تعلمناه ونعلمه إن شاء الله لمن بعدنا:e12:

سويد أسمر
October 11th, 2008, 16:10
بسم الله الرحمن الرحيم

أول ما خلق الله ( القلم ) ثم قال له اكتب ماهو كائن , ودائما يذكرنا الله سبحانه وتعالى بالقلم والكتبه والصحف وأن كل منا له كتاب يوضع في يده يوم الحساب, لذلك لا اجد من المنطقي أو المعقول أن ننصرف عن ما يكتب بايدينا أو بين أيدينا , هل يصح أن نغفل عن ( كتاب ) الله أو هل يصح أن نمر مرور الكرام على ما يكتبه البعض لينافى ما جاء في كتاب الله, فلنكتب ما ينفعنا حتى أذا غادرنا هذه الحياة الدنيا أنتفع به من كان بعدنا ثم كان لنا حجة يوم الدين.

هنالك اقلام لا يكسرها الا أقلام مثلها , فالجهاد والمقاومة تكون بنفس السلاح سواء كان قلم أم سيف أم بندقية ام دبابة ولكن الهم هو النية الصادقة لنصرة الدين , فأذا اعدمنا السلاح فلندعوا الله ( أنى مهزوم فانتصر).

محمد بن سعد
October 11th, 2008, 21:10
أخي الفاضل الرائد7 بارك الله فيكم

أعجبتني الخاتمة


ختاماً : فإن الكتابة نعمة من نعم الله تعالى يعطيها من يحب (ومن لا يحب) ، فعلى من أنعم الله عليه بقلم فصيح حسن البيان ، ألا يتردد في أن يزيد بعد أن يستزيد من المنهج الرباني ، ومن الهدي النبوي .
وواجبنا - جميعاً - أن نهتدي بهدي محمد عليه الصلاة والسلام ، ونسير على ضوء سنته ، ونرتوي من معين نبوته ، ونحمل أعلام هدايته ، وننضوي تحت لوائه ، ونسقط الرايات المشبوهة ، والشعارات الزائفة ، ونرفع شعار التوحيد والمتابعة ، عليه نحيا وعليه نموت ، وفي سبيله نجاهد ، وعليه نلقى الله رب العالمين .

أخي الفاضل،، أحياناً تحدث أخطاء من بعض الكتاب المعروفين،، وأحيانا تكون مغالطات،، والبعض يقصد التشويه!! المشكلة أحيانا تأتي ردود الفعل شخصية وغير صائبة من العامة،، والأفضل العودة لذوي الاختصاص،، وهذا ما حصل وتكرر حصوله للرد على المشاهير من خلال بعض العلماء.

لذلك أرجو منكم الاطلاع على ما كتبه الشيخ الفوزان ردا على مقال للكاتبة ليلى الأحدب على هذا الرابط. اضغط هنا (http://www.asyeh.com/asyeh_world.php?action=showpost&id=1534).